عنوان الكتاب: المناهِج الفِقهيَّة المُعاصِرة
الناشر: مكتبة آفاق - الكويت
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1436هـ
عدد الصفحات: 508
عرض ونقد: محمد صلاح محمد الإتربي -باحث بمركز سلف تمهيد:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمدٍ وآله وصحبِه، ومن اهتدى بهديِه إلى يومِ الدين، وبعدُ:
فإنَّ قضيةَ التمذهُبِ والالتزامِ بمذاهِبِ الأئمَّة الأربعةِ وعدم الخروجِ عنها: شكَّلَت جدلًا كبيرًا في الواقع المعاصر، والسببُ في ذلك ما لهذه القضيةِ مِن تداخلٍ مع العديدِ مِن القضايا الكليَّة المنهجيَّة، كالفتوى، والاجتهاد، والتقليد، والاتِّباع، وغير ذلك.
كما أنَّ هذه القضيَّةَ لها أهميَّتُها الخاصَّة في المدرسة السلفيَّة؛ إذ الالتزامُ بالمنهجِ السَّلفي يعني العودةَ بالدينِ إلى مصادِرِه الأولى: الكتابِ والسُّنَّة؛ مما يجعَلُها تتحفَّظُ على بعض ممارساتِ متأخِّري المذاهِبِ، ممَّا قد يفسِّرُه البعضُ- خطأً- برَفضِ المذاهِبِ جملةً وتفصيلًا!
وقد شَهِدَت بداياتُ عصر الصَّحوة نزاعاتٍ عنيفةً بين أصحابِ الاتجاه المذهبيِّ الذي كان سائدًا في ذلك الوقتِ، وبين أصحابِ الاتجاه السَّلفيِّ الذي بدأ يظهرُ بقوَّة بعد خفوتِه حينًا من الدَّهرِ.
وكان من أثرِ ذلك أن تبلورت مناهِجُ الدراسة المعاصِرة إلى مناهِجَ متعَلِّقة بالمنهجِ السَّلفي، بالإضافةِ إلى المدارسِ الفِقهيَّة المعروفة، كما بدأ يظهرُ منهجٌ جديدٌ يحاولُ أن يلتَقِطَ من الأقوال الفقهيَّة ما يراه أوفقَ لمعيشةِ النَّاسِ وحياتِهم!