لطائف لغوية وتفسيرية من سورة الفاتحة للشيخ جمال القرش
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد فهذه خلاصات لبعض اللطائف التدبرية من سورة الفاتحة جمعتها من برنامج مع القرآن والذي قدمته لقناة الأحواز الفضائية، أسأل الله أن يجعله نافعا لي ولإخواني المؤمنين في كل مكان إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى أله وأصحابه أجمعين ، وكتبه/ جمال القرش الرياض/ 1/12/1437 هـ
• لم قال الله: الحمد لله رب العالمين ولم يقل أحمد الله؟
• لأن: (ال): تفيد هنا استغراق الحمد كله لله، فهو المحمود بصفات الكمال والجلال المستحق له قبل أن يحمده احد من خلقه.
• لم قال: رب العالمين ولم يقل رب الناس؟
• لبيانه كمال ربوبيته سبحانه ، فالعالمون كُثر ، فإنه رب للعالمين جميعا إنسا وجنا، وملائكة ، وغيرهم
• لم قال سبحانه الرحمن الرحيم ، ولم يقل الرحيم الرحمن؟
ج: قدم الرحمن الدالة على رحمته الواسعة التي تعم الخلق جميعا ، ثم خص المؤمنين بعدها بصفة الرحيم .
• لم قال سبحانه : مالك يوم الدين ولم يقل مالك الدنيا والأخرة ؟
ج: لبيان أن ملك الدنيا إلى نهاية وزوال، وستأتون إلى يوم لا ملك فيه إلا الله
لمن الملك اليوم لله الواحد القهار
• لم قال سبحانه : (وإياك نستعين ) بعدقوله : ( إياك نعبد)؟
ج: لبيان أنك لن تصل إلى الله إلا بالله يا عباد كلكم ضال إلا من هديته.
• لم قال سبحانه : إياك نعبد ولم يقل إياك أعبد؟
ج: خروجا من تعظيم النفس إلى التأدب مع الله والتواضع من خلال الاعتراف بأني لست وحدى من يعبدك، بل غيري كثير يعبدك
• لم قال سبحانه : إياك نعبد ولم يقل إياه نعبد؟
ج: هنا التفات من الكلام عن الغائب في الأيات السابقة ، بما وصف به نفسه بأجمع الصفات ، فلما يسمع العبد هذه البرهان ، ينتقل مباشرة إلى كمال الإقرار إياك نعبد وهو رتبة الإحسان
• / لم قدم إياك على نعبد؟
ج: لإفادة الحصر ، أي حصر العبادة لله وحده ، أي: لا نعبد إلا إياك.
• لم قال سبحانه : (اهدنا الصراط) بالجمع ولم يقل: (اهدني الصراط)؟
ج: لأن دخول العبد في جملة دعاء العابدين أرجى له للإجابة، فأنت تدعو لنفسك وللمسلمين جميعًا
• لم قال سبحانه (صراط الذين أنعمت عليهم ولم يقل صراط المؤمنين؟
ج: تشويقا للقارئ والمستمع فهو يتساءل من هؤلاء الذين أنعم الله عليهم؟ وما خصائصهم؟ فبين ذلك المجمل في قوله : (فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِين، وحسن أولئك رفيقا النساء: 69
• لم قال سبحانه : غير المغضوب عليهم ولم يقل : غضبت عليهم، كما قال : أنعمت؟
تأدبا مع الله، بنسب النعمة إليه سبحانه، فأنعمت فعل يفيد التجدد: أي: تجدد النعمة ، أما المغضوب فهو اسم يفيد ثبوت الغضب عليهم سلفا، لإنكارهم الحق مع علمهم به.
• ما أقسام الناس في سورة الفاتحة :
الأول: عالم بالحق عامل به ( أنعمت عليهم (النبين والصدقين والشهداء والصالحين)
الثاني: عالم بالحق مستكبر عنه (المغضوب عليهم ) (اليهود)
الثالث: جاهل بالحق ضال (ولا الضالين) (النصارى)
• ما الفرق بين المغضوب عليهم والضالين.
الأول تركوا الحق مع علمهم به والثاني تركوا الحق مع جهلهم به
• قال سفيان بن عيينة:
من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود
من فسد من عبّادنا ففيه شبه من النصارى
انظر: كتاب فيض الكريم في تدبر القرآن العظيم لـ / جمال القرش