الرياض
فريد محمد
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن الإجراءات التي اتخذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضدَّ عددٍ من رجال الأعمال، ومسؤولين كبار في "ليلة ضرب الفساد" ، تظهر مدى قدرة الأمير الشاب على مواجهة المخاطر، مدفوعًا بحماسته للإصلاح.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أنَّ حملة مكافحة الفساد جعلت الأمير في مواجهة عددٍ من أغنى وأقوى رجال المملكة، ولكنَّه أخذ الأمر على عاتقه، وتمَّ بأسرع مما يتوقع الكثيرون.
ولفتت إلى أنه لم يكن هناك شك لدى المراقبين والمتابعين أنَّ الأمير طواق للإصلاح ووضع المملكة على الطريق الصحيح، لكن قرارات ليلة ضرب الفساد، والتي شملت اعتقال عددٍ من الأمراء ووزراء ومسؤولين سابقين، يظهر قدرةً عاليةً على مواجهة المخاطر، نادرًا ما تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أنَّ الاعتقالات تظهر أيضًا تصميم وليّ العهد على القضاء على الفساد، وهو الأمر الذي لابدَّ من تنفيذه من أجل جلب الاستثمارات الأجنبية لتنفيذ خطة التحول الوطني ورؤية 2030 للابتعاد عن الاعتماد عن النفط.
وذكرت الصحيفة أنّه منذ وصول ولي العهد للمنصب في يونيو الماضي، ووتيرة الإصلاحات على جميع الأصعدة لا تتوقف حيث شملت رفع حظر قيادة المرأة للسيارة، ومن المقرَّر افتتاح سينمات، وإعداد الاقتصاد السعودي لمرحلة ما بعد النفط، وطرح جزء من شركة أرامكو للاكتتاب العام، ويتنافس عليها العديد من الدول كالولايات المتحدة وبريطانيا.
وأوضحت أنَّ النقدية التي ستأتي من تلك العمليات الإصلاحية وغيرها، سيتمّ استخدامها لبناء مدن عملاقة جديدة.
يُذكر أنَّ المملكة تمر بمرحلة من التحول تستهدف تقليل الاعتماد على النفط الذي استمرَّ لأكثر من قرن مصدرًا رئيسيًا للدخل مستغلة بذلك مواردها الطبيعية الوفيرة للاستعداد لعصر ما بعد النفط.
وتقوم على تحويل آلاف الكيلومترات المربعة من الرمال إلى مدنٍ جديدةٍ، حيث تسعَى إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط وخلق فرص عمل وتعزيز الاستثمار.
وأعلنت السعودية الشهر الماضي عن تطورين رئيسيين، يتعلقان بإنشاء مدينتين جديدتين؛ إحداهما تغطي مساحة أكبر من بلجيكا، وأخرى تقريبًا بحجم العاصمة الروسية موسكو، وهذا يأتي على رأس خطط بناء سلسلة من المدن الاقتصادية، وهي مدن خاصة لتقديم خدمات في قطاعات مختلفة مثل الخدمات اللوجستية والسياحة والصناعة والمدن الترفيهية، ومركز مالي بـ10 مليارات دولار.