تتسم أجواء جزيرة الدمى المكسيكية بالرعب والغرابة والكآبة، وهى تشتهر بوجود آلاف الدمى والألعاب المرعبة والقبيحة المعلقة على أشجارها، وما يزيدها رعباً وتشويقاً عدم وجود قاطنين فى الجزيرة.
ونظراً لطابعها المختلف، أصبحت هذه الجزيرة المقصد الأول للسائحين العاشقين للرعب والمغامرات، ووصف السائحون الدمى بتشابهها مع الدمى التى تظهر فى أفلام الرعب، ويشعر البعض منهم أنها تُحدّق إليهم وأنها مسكونة بالأرواح الشريرة.
اتسمت هذه الجزيرة بالخلاء لمدة عقود عديدة فلم يُلحظ فيها إلا كوخ واحد يملكه رجل واحد يدعى دون جوليان. ويُذكر أن دون جوليان كان من قاطنى المدينة إلا أنه كان يتردد على الجزيرة بين الحين والآخر، وفى إحدى الزيارات وأثناء وقوفه على إحدى ضفاف الجزيرة، رأى جوليان طيف لفتاة صغيرة تحت الماء لا تستطيع الاقتراب من السطح وكأن شيئاً يمنعها.
وقام جوليان بالاقتراب من الماء ليبسط يده إليها كى ينقذها ظناً منه أنها ما زالت حية، ولكن ما وجده كان دمية أطفال، وكاد يجنّ جوليان فقد رأى ملامح لفتاة حقيقية تحت الماء وإذ به يُمسك فقط بدمية، وساورته الشكوك فى وجود هذه الدمية كعلامة لوجود شبح فتاة ماتت فى تلك البقعة منذ أعوام، وأصابته تلك الواقعة باكتئاب شديد.
ولذلك قرر جوليان العودة إلى الجزيرة وصاحب هذا القرار هجره لزوجته وأطفاله ووظيفته فى المدينة راغباً فى العيش وحيداً وسط أجواء من العزلة. وآنذاك سيطر على تفكيره شبح الفتاة التى رأها، وأصبح مهوس بجمع الدمى القديمة من نفس البقعة التى وجد بها الدمية الأولى ومن القمامة والنفايات، وكان يُعلّق الدمى على جذوع الأشجار.
ولم يكترث جوليان بحالة الدمى التى يعثر عليها فكان البعض منها مُهتَرِئ وقديم للغاية. ومن المثير للدهشة أنه تم العثور على جثة جوليان فى نفس البحيرة التى وجد فيها الدمية الأولى.
ومضت السنين وأصبحت هذه الجزيرة ممتلئة بالدمى والعرائس إلى أن تحولت إلى مزار سياحى بعد وفاة جوليان، ويُطلق البعض على هذه الجزيرة اسم “جزيرة دون جوليان”.