09-30-2017, 11:37 AM
|
|
|
|
أجمل الصفات وأنبل الخصال
أجَلِّ الصفات وأنبل الخصال
يتفاوت الناس في مكارم الأخلاق ومقامات الإحسان وجميل السجايا والخصال، وإن العفو عن المسيء في أمر المعاش وعن المقصر في أدب الصحبة وحقوق المخالطة والإغضاء عن زلته والتجافي عن هفوته والتغافل عن عثرته واحتمال سقطته من أجَلِّ الصفات وأنبل الخصال، يقول -جل في علاه-: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 133 – 134]، وقال -جل في علاه-: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى: 37]، وقال جل في علاه: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ * وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 39 – 43]، فشَرَعَ العدل وهو القصاص، وندب إلى الفضل وهو العفو، قال إبراهيم النخعي -رحمه الله تعالى- "كانوا يكرهون أن يستذلوا، فإذا قدروا عفوا"[1].
والصفح أقرب للتقوى،
والصفح أكرم في العقبى، والتجاوز أحسن في الذكرى، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضع أحدُ لله إلا رفعه)[2]، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال وهو على المنبر: (ارحموا تُرحموا، واغفروا يغفر الله لكم)[3].
والصبر عن الغضب والحلم عند الجهل
والعفو عند الإساءة مرتبةٌ عاليةٌ
وخصلةٌ شريفةٌ لا يقدر عليها إلا الصابرون المهتدون الموفقون، يقول -جل في علاه-:
{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34 – 35]، ولا عافية ولا راحة ولا سعادة إلا بسلامة القلب من وساوس الضغينة وغواشي الغل ونيران العداوة وحسائك الحقد، ومن أمسك في قلبه عداوة، وتربَّص الفرصة للنقمة، وأضمر الشر لمن أساء إليه؛ تكدر عيشه، واضطربت نفسه، ووهن جسده، وأُكِلَ عِرْضُه، والعافية إنما هي في التغاضي والتغافل، يقول - جل في علاه -: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، فتعافوا بينكم وتجاوزوا عمن أساء إليكم ابتغاءً لوجه الله -تعالى- ورغبةً في ثواب العفو وجزاء الصفح، واخرجوا من ضيق المناقشة إلى فسحة المسامحة، ومن حزورة المعاسرة إلى سهولة المعاشرة، واطووا بساط التقاطع والوحشة وصلوا حبل الأخوة، وروموا أسباب المودة واقبلوا المعذرة ؛ فإن قبول المعذرة من محاسن الشيم، وإذا قدرتم على المسيء فاجعلوا العفو عنه شكراً لله للقدرة عليه.
للشيخ: صلاح البدير – حفظه الله
إمام وخطيب المسجد النبوي حفظه الله -
|
|
|
|
H[lg hgwthj ,Hkfg hgowhg hg[.hx hgathm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:49 AM
|