09-19-2017, 07:59 AM
|
|
|
|
الفهم الصحيح لقوله تعالى: يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
آية: {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى هو الذي يوفق العبد إلى الهداية، أو يزيغه إلى الضلال، فمن هداه فبفضله، ومن أضله فبعدله. ولكن لا يصح بالإطلاق ما ذكرت من أن الشخص مهما سعى للخير، يكون من الضالين. فقد أخبر الله تعالى أن من أسباب هدايته للعبد وتثبيته له، إقبال العبد على الهداية، واجتهاده في تحصيلها، وعمله بما علم، كما قال سبحانه: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (محمد:17)، وقال: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)، وقال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا {النساء:66-67-68}.
ومن وسائل الثبات أيضاً: الدعاء، وصحبة الأخيار، وحضور مجالس العلم والوعظ التي ترقق القلوب، وتزكي النفوس, ومنها دعوة الآخرين للاستقامة، والاشتغال بالأعمال الصالحة. وقد يعاقب الله من يشاء بالضلال، كما يجزي الطائعين بالهداية.
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: العمل بموجب العلم يثبته ويقرره، ومخالفته تضعفه، بل قد تذهبه، قال الله تعالى: فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم {الصف: 5}، وقال تعالى: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة {الأنعام: 110}، وقال تعالى: ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ـ 66ـ وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ـ 67ـ ولهديناهم صراطا مستقيما ـ 68. {النساء}.
وقال ـ أيضًا: الله سبحانه جعل مما يعاقب به الناس على الذنوب سلب الهدى، والعلم النافع، كقوله: وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم. وقال: وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم. وقال: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون * ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة. وقال: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا. وقال: فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم.
وقال ـ أيضًا: من أعرض عن اتباع الحق الذي يعلمه، تبعًا لهواه، فإن ذلك يورثه الجهل والضلال، حتى يعمى قلبه عن الحق الواضح.
hgtil hgwpdp gr,gi juhgn: dEqAg~E lQkX dQaQhxE ,QdQiX]Ad lwku lr,gi hgwpdp hgtil juhgn: dQaQhxE
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
6 أعضاء قالوا شكراً لـ ضوء القمر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:25 PM
|