دائمًا ما نجد خلافات بين العرسان حول المكان الذي سيذهبون إليه عقب زواجهم لقضاء شهر العسل، وقد تصل إلى مشاجرات، فلم تقتصر المشاحنات على القدرة المالية بل على الوجهة التي سيقصدونها، إلا أنّ البعض أراد أن تكون بداية حياته في رحاب الله وفي أراضيه المقدسة.
بعيدًا عن الرفاهية ومظاهر البذخ وتذاكر الطيران والسفن والفنادق المطلة على الشواطئ العالمية، قرر زوجان في مقتبل حياتهما أن يرفضا كل تلك الإغراءات وأن تكون أول جهة يتجهان إليها عقب زواجهما هي الأراضي المقدسة وقضاء مناسك الحج، طالبين رضا الله وتوفيقه لهما في حياتهما.
ما أجمل أن تبدأ الحياة الزوجة بالاتفاق السليم المبني على رضا الله؛ فوفقًا لـ"سبق" تقول العروس أسماء التميمي أنها أرادت بدء حياتها بطريقه ترضي الله عز وجل وتتقرب له بطاعته وبعيدةً عن مظاهر البذخ الفارغة، واتفقت مع زوجها أن تكون هدية زفافها هي رحلة الحج بدلاً من السفر إلى الخارج.
تستكمل أسماء التتميمي حديثها قائلةً: "لقد شعرت بالسعادة عندما اقترح زوجي الذهاب للحج هذا العام بعد الزواج مباشرةً، فالذهاب لبيت الله أكبر وأغلى هدية يقدمها لي زوجي".
ولم تكن أسماء التميمي وزوجها العروسين الوحيدين اللذين اتخذا ذلك القرار، فهناك مثال آخر لعروسين قادمين من مصر ضمن حجاج بيت الله الحرام، وقد قررا هما أيضًا الذهاب إلى الحج عوضًا عن التجول في دول العالم، واعتبرا أنّ تلك فرصة ذهبية لبدء حياته بزواج مستقر وآمن.
وأكد الزوج (سعيد عبيد) أنّ فكرة الحج هذا العام كانت حلمًا، وقد وعدتُ زوجتي به قبل زواجنا وحمدت ربي أني استطعت تحقيق حلمها وحلمي، داعيين المولى عز وجل أن تبدأ حياتنا المستقبلية على تقوى ورضا الله".
وبالحديث مع أحد المعلمين عن هذه التجربة الفريدة أعرب المعلم فهد الغامدي عن إعجابه بها، وأنه سيقوم في المستقبل القريب على عرضها على عروسه المستقبلية، وألا تغره مظاهر البذخ وألا تنتصر عليه رغبة السفر في الخارج.
خاتمًا حديثه بأنّ السفر إلى الله أفضل وثوابه أكبر، مؤكداً أنّ من يبدأ حياته بالسفر لله سيوفقه الله في كل كبيرة وصغيرة، وستكون حياتهما إلى الطاعات أقرب وإلى حب الله والرغبة في رضاه، فما أجملها من حياة.