الأصل في الأواني الحل:
🔸لقوله تعالى: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً
فهذه الآية تدل على أن كل ما في الأرض من الأعيان والمنافع فهو مخلوق لنا وحلال لنا، فأي أحد يدعي تحريم شيء منها فعليه أن يأتي بالدليل.
🔺فيباح اتخاذ واستعمال كل إناء طاهر.
كالخشب والصفر والحديد. 🔹وقد ثبت عن النبي : (أنه اغتسل من جفنة). رواه أبو داود
[والجفنة: هي القصعة].
🔹(وتوضأ من تور من صفر). رواه البخاري
🔸[التور: القدح، قال الحافظ: هو شبة الطست، وقيل: هو الطست ].
🔹(وتوضأ من قربة). رواه البخاري ومسلم
🔹(وتوضأ من إداوة). رواه البخاري ومسلم
🔸[الإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء ].
يستثنى من ذلك:
🔹آنية الذهب والفضة فلا يجوز الأكل والشرب فيهما.
🔸لحديث حذيفة قال: قال رسول الله : «لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما، فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة». متفق عليه
🔸وعن أم سلمة قالت:قال رسول الله :«الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم».متفق عليه
🔹صحافهما: الصحفة إناء يشبع الخمسة.
العلة في تحريم الأكل والشرب في آنية الذهب منافة العبودية:
🔹قال ابن القيم: (والصواب أن العلة والله أعلم ما يكسب استعمالها الغالب من الهيأة والحالة المنافية للعبودية منافة ظاهرة، ولذلك علل النبي بأنها للكفار في الدنيا إذ ليس لهم نصيب من العبودية التي ينالون بها في الآخرة).[ زاد المعاد ]
🔹وقيل: كسر قلوب الفقراء، وقيل:
الإسراف، وقيل: الخيلاء.
🔺وهذا قول أكثر العلماء.
🔸الأدلة:
🔹(أكل النبي ﷺ من الشاة المسمومة التي وضعتها له اليهودية في خيبر). متفق عليه
🔹(أن النبي ﷺ أجاب يهودياً دعاه إلى خبز شعير...). رواه أحمد
🔹(أن النبي ﷺ وأصحابه توضأوا من مزادة امرأة مشركة). متفق عليه
🔹(أن الله أباح نساء أهل الكتاب، ومعلوم أن عرقهن لا يسلم منه من يضاجعهن).
🔻وأما الجواب عن قوله تعالى: ( إنما المشركون نجس ) .
فالمراد أنهم نجس في الاعتقاد.[ نيل الأوطار : 1- 23]
فائــدة:
اختلف العلماء في اتخاذ آنية الذهب والفضة، كأن يكون عند إنسان آنية ذهب وفضة للزينة مثلا، هل هو حرام أم لا ؟
🔺 الأكثر أنه حرام، لأن العلة التي حرم من أجلها الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة موجودة في الاتخاذ والاستعمال، وربما يكون في الاتخاذ والاستعمال أشد، وسداً للذريعة، قالوا: وإنما نص النبي ﷺ على الأكل والشرب لأنه الغالب من فعل الناس.
🔸- وذهب بعض العلماء إلى أن الاستعمال ليس بحرام لأن الحديث نص على الأكل والشرب فقط .
فائــدة:
المرأة التي وضعت السم للنبي ﷺ اسمها: زينب بنت الحارث. [ شرح النووي 14/179]