08-19-2017, 07:27 PM
|
|
|
|
لماذا دفن أبو بكر وعمر رضي الله عنهما بجانب النبي صلى الله عليه وسلم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
------------------
لماذا دفن أبو بكر وعمر رضي الله عنهما
بجانب النبي صلى الله عليه وسلم؟
رغب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أن يُدفنا
قرب النبي صلى الله عليه وسلم ،
فلبّت عائشة رضي الله عنها ذلك، وباركته ،
وسارعت بالاستجابة له ، وآثرت به على نفسها .
-
فقد أخرج الطبري (3/422) بسنده
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولانِ:
أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ عَائِشَةَ أَنْ يُدْفَنَ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
فَلَمَّا تُوُفِّيَ حُفِرَ لَهُ، وَجُعِلَ رَأْسُهُ عِنْدَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
-
وأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقد التمس ذلك من عائشة ، واهتم لذلك خشية أن لا تأذن.
أخرج البخاري (3700) عن عمر بن الخطاب
أنه أمر ابنه عبد الله وهو في فراش موته بعدما طُعِن :
( انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ :
يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ ، وَلَا تَقُلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؛
فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا ،
وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ،
فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي،
فَقَالَ : يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ ،
وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ،
فَقَالَتْ : كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي ، وَلَأُوثِرَنَّ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي .
فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ : هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ !
قَالَ ارْفَعُونِي ، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لَدَيْكَ ؟
قَالَ : الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! أَذِنَتْ .
قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ ) .
-
والرغبة في الدفن قرب الصالحين أمر شائع ،
معروف لدى أهل الصلاح ، رغب فيه الكثير من السلف والخلف .
فكيف بمجاورة سيد المرسلين وخير البرية أجمعين ،
صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
قال ابن بطال :
"وإنما استأذنها عمر في ذلك ورغب إليها فيه،
لأن الموضع كان بيتها، وكان لها فيه حق،
وكان لها أن تؤثر به نفسها لذلك، فآثرت به عمر .
-
وقد كانت عائشة رأت رؤيا دلتها على ما فعلت ،
حين رأت ثلاثة أقمار سقطن في حجرها،
فقصتها على أبى بكر الصديق،
فلما توفى رسول الله، ودفن في بيتها ،
قال أبو بكر: هذا أحد أقمارك، وهو خيرها.
-
فيه من الفقه:
الحرص على مجاورة الموتى الصالحين في القبور ،
طمعًا أن تنزل عليهم رحمة ، فتصيب جيرانهم،
أو رغبة أن ينالهم دعاء من يزورهم في قبورهم من الصالحين" انتهى من "شرح البخاري" (3/380) .
وقد كان من موسى عليه الصلاة والسلام أن سأل الله عند موته
أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر .
رواه البخاري (1339) ومسلم (2372) .
قال ابن بطال رحمه الله :
" معنى سؤال موسى أن يدنيه من الأرض المقدسة - والله أعلم - لفضل من دُفن في الأرض المقدسة من الأنبياء والصالحين ،
فاستحب مجاورتهم في الممات ، كما يستحب جيرتهم في المحيا .
ولأن الفضلاء يقصدون المواضع الفاضلة ، ويزورون قبورها ويدعون لأهلها " انتهى من "شرح البخاري" (3/325) .
وقال ابن قدامة :
" ويستحب الدفن في المقبرة التي يكثر فيها الصالحون والشهداء ؛ لتناله بركتهم ، وكذلك في البقاع الشريفة .
وقد روى البخاري ومسلم بإسنادهما
" أن موسى - عليه السلام - لما حضره الموت
سأل الله تعالى أن يدنيه إلى الأرض المقدسة رمية بحجر ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
لو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر "
انتهى من "المغني" (2/380) .
وقال البهوتي رحمه الله :
" ( و ) يستحب أيضا الدفن في ( ما كثر فيه الصالحون ) ؛
لتناله بركتهم ،
ولذلك التمس عمر الدفن عند صاحبيه وسأل عائشة حتى أذنت له "
والخلاصة :
أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد أوصيا أن يدفنا قرب النبي صلى الله عليه وسلم ،
فكما كانا ألصق أصحابه به في حياته ، ورافقاه في العسر واليسر ، والمنشط والمكره ،
فقد أحبا أن يكونا أقرب الناس إليه في قبره بعد مماته ،
ولا أحد أولى منهما بذلك ، وقد أكرمهما الله عز وجل بذلك
|
glh`h ]tk Hf, f;v ,ulv vqd hggi ukilh f[hkf hgkfd wgn ugdi ,sgl? hggi hgkfd f[hkf ugdi ukilh
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ ملاك الورد على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 10:38 PM
|