صائد
الأرانب وقاتل القطط وجهان لعملة واحدة؛ يعيشان الوهم والوهن واللذة الوهمية.. عناوين مختلفة، حملتها الصحف الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي لفعلَيْن متوازيَيْن لشخصَيْن، الأول منهما تم إلقاء القبض عليه، وهو مواطن ثلاثيني؛ ظهر في مقطع فيديو، استباح دماء مجموعة من
القطط قتلاً بالساكتون الهوائي، وكأنه يتلذذ حد الانتصار والفخر، ويعيش انتشاء الفعل والقطط تتلوى أمامه وتصارع الموت في مشهد تراجيدي حالك بالغ السواد والألم والوجع والحزن العميق في نفوس المتابعين..!!
بينما الصياد المسرف سيلقى المصير نفسه؛ وسينال جزاءه، خاصة بعد متابعة وتوجيه رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية المكلف، الدكتور خليل الثقفي، بالتنسيق مع الجهات المختصة، واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة، وتطبيق النظام في حقه لمخالفته أنظمة الهيئة بممارسة الصيد الجائر والمخالف للأنظمة؛ وذلك بصيده عشرين أرنبًا في وقت واحد في الوقت الذي تحاول فيه الهيئة بكل الطرق حماية هذه الحيوانات من الانقراض..!!
مثل هذه الجرائم لا بد أن يكون لها قانون مسبق، يكون رادعًا ومعمولاً به في أروقة المحاكم ومراكز الضبط وجهات التحقيق؛ وبالتالي فالغرامة المالية هي الرادع لمثل هؤلاء على نحو لا يقل عن خمسين ألف ريال في المرة الأولى مع السجن من ثلاثة أشهر إلى عام مع وقف التنفيذ، ويطبَّق بحقهم الزيادة في حال تكرر منهم الفعل نفسه في هذه الجريمة ومثل هذا التعدي في المستقبل..!!
أمر آخر مهم؛ لا بد من اتخاذه، وهو إدخال مثل هؤلاء دورات مكثفة على يد متخصصين تربويين ورجال دين، يوضحون لهم أن ما قاموا به لا يقبله شرع ولا دين ولا عرف أخلاقي وإنساني؛ إذ ليس من المعقول أن ننقد مثل هذه الأعمال العدوانية ونهمل جانب الأسباب ودراسة حالاتهم وظروفهم من جميع النواحي..!!
لقد خلت قلوب مثل هؤلاء الأشخاص من الرحمة، وسجل الضمير لديهم أدنى معدل في التأنيب؛ وذلك من خلال تعاملهم مع الحيوانات المراقة دماؤها، سواء البرية منها أو تلك الأليفة التي تجوب الشوارع، وتسكن الطرقات؛ فطريقة الصيد المسرف والقتل البشع لهذه الحيوانات دونما خوف أو مسؤولية تُعتبر تحديًا مباشرًا للمجتمع كله، مع عدم اكتراث لأهمية التوازن البيئي التي تحتاج إليه بلادنا وأجيالنا في المستقبل..!!
من بريدي ..