هناك من يحبّ أن يملأ الغرفة ضجيجاً.. حياته
دوامات من الصخب..تجده دائما .. يثبر النقع حوله .. ليقول للناس أنه في ساحة وغى .. وأنه الفارس الذي لا يشق له غبار. وقد تراه يتحدث كثيراً عن
أحلامه بالنصر على الأعداء والحاسدين له.. يتحدث عن بطولاته وجولاته، وكأنك تستمع لصلاح الدين، أو أحد فرسان القرون الوسطى.. الفرق الذي يجعلك واعي أمامه .. ومدرك للمأساة التي يعيشها، هو تاريخه الطويل.. حيث لا إنجازات تستحق الاحترام.
….
أحلامه
دوامات متكرّرة .. يسعى بها لرسم المَشاهد حوله.. يحبّ دور البطولة المطلقة … والمتتبع له يرى حياته مسلسل عربي.. يخرجه أحد مخرجي أفلام (
هوليوود) وأحيان كثيرة (بوليوود).
…
ينسى بطل المسلسل أن المشاهدين يتغيّرون… والذائقة حق مكفول.. وأن نقد العمل ممكن.. ويجب أن يستمع له، وأن ينصت بكلّ حواسه.. إذا كان يريد إصلاح أدواره.. والحصول على جائزة (الأوسكار) التي انقضى عمره وهو يحلم بها.
…
الإنسان بطبعه قادر على التعلّم والتكيّف مع الظروف.. والناجحون فقط هم الذين يمتلكون تلك القدرات.. أما الفاشلون في حياتهم .. فستجد أنهم يبحثون عن الأعذار دائماً.. ويحمّلون الظروف والآخرين سبب الفشل والمعاناة.. بعد أن ارتكبوا أخطاء جسيمة في مشاريع حياتهم.. تبدأ بالتكبر والعناد.. وصوته الداخلي العالي المعزز له، ليصبح أقوى من الأصوات الخارجية التي تنصحه وتوجّهه.
ويصبح في ديمومة الحياة كالأصم. ومن يُصاب بالصمم يصعب عليه أن يسمع الناصحين.
من الطبيعي أن يبحث الشخص عن نفسه ويرسم مكانته في المجتمع ويأخذ فيه دوره.. هذا حق وطموح مكفول للجميع.. ولكن بدون توجيه وإرشاد واستماع .. وتروّي، فإنه لا يعدو كونه كما قال المثل الشعبي (
غبّر ياثور على قرنك).
ليس كل مثيري النقع خيول.