كشفت قناة السي إن بي سي الأمريكية عن زيارة المسؤول الثاني لنظام كوريا الشمالية "كيم يونع نام" إلى إيران؛ لحضور حفل تنصيب رئيس الحكومة الإيرانية حسن روحاني. ومن المتوقع أن تمتد الزيارة إلى أكثر من عشرة أيام.
وأثار التوقيت والمدة والكيفية التي زار بها المسؤول الكوري إيران حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ورأتا أن هناك بُعدًا عسكريًّا لتلك الزيارة المريبة؛ إذ إنها تأتي بعد الموافقة بالإجماع من قِبل أعضاء مجلس الأمن على فرض عقوبات صارمة على نظام كوريا الشمالية، وهي الحزمة الأقسى والأقوى.
وتتسبب العقوبات الجديدة على كوريا الشمالية بصدمة قوية للاقتصاد الكوري، ومن المتوقع أن تتقلص صادراتها من الفحم والرصاص وخام الحديد والمأكولات البحرية وغيرها من ثلاثة مليارات دولار إلى الثلث؛ وهو ما أجبر المسؤولين في كوريا على البحث عن مصادر نقد جديدة من النظام الإيراني.
ورأى محللو القناة إمكانية هائلة للتعامل الاستراتيجي بين الطرفين نظرًا للعلاقات القوية في الماضي، وللظروف الحالية التي يمر بها الجانبان. ويتابع التقرير: إن المسؤول الكوري يتزعم وفودًا عسكرية وتجارية ترافقه في زيارته إلى إيران.
وأضاف التقرير بأنه أمر ليس متعلقًا بالأيديولوجيا؛ فالكوريون لا يهتمون لتلك الجوانب.. إنه أمر يتعلق بكل من يدفع المال، وهذا أمر خطير، وخصوصًا فيما يتعلق بنقل التقنيات النووية والتكنولوجيا المتطورة للصواريخ.
ونقل التقرير عن مدير وكالات المخابرات المركزية مارك بومبيو في كلمة ألقاها في اجتماع أمني بأنه أنشأ مركزَين أمنيَّين، مهمتها فقط غرس خنجر في قلب كل من المشكلة الإيرانية ومشكلة كوريا الشمالية.
وقال ماثيون بون، خبير الانتشار النووي في جامعة هارفارد: "إن كلا البلدين يشعر بالوضعية المخيفة نفس، ويرى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب تهديدًا وجوديًّا له".
وتابع التقرير: "بعد التجربة الكورية الشمالية الأخيرة للصواريخ الباليستية يرى مراقبون أن الصواريخ الكورية باستطاعتها الوصول إلى نصف الأراضي الأمريكية أو كلها، وأنه في إطار التعاون بين البلدين فإن إيران بمقدورها تطوير أسلحة باليستية شبيهة بالصواريخ الكورية في غضون سنوات مقبلة. وما تجربة الصاروخ الإيراني الأخير إلا واحد من هذه الشواهد".
وأردفت: "كل الصواريخ الأولية الإيرانية كانت لديها أوجه شبه بالصواريخ الكورية الشمالية. وعلى سبيل المثال فإن صاروخ (شهاب 3) القادر على الوصول إلى السعودية يحمل التقنية نفسها لصاروخ (نودنغ 1) الشمالي. كما أن غواصة الغدير الإيرانية هي نسخة تقليدية من الغواصات التي تستخدمها كوريا الشمالية".
وتابع التقرير: "وعلى الرغم من الغموض في مجال التعاون النووي بين البلدين إلا أن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية أكدوا في وقت سابق حضور مسؤولين إيرانيين إحدى التجارب النووية الكورية الشمالية".
واختتم التقرير بالقول: "بالطبع هناك تعاون وثيق الصلة في مجال الصواريخ الباليستية، ومن المحتمل إلى حد بعيد وجود تعاون أيضًا في المجال النووي".