08-04-2017, 09:26 AM
|
|
|
|
صفية بنت حيي من تكون
أم المؤمنين صفية بنت حُيي بن أخطب زعيم يهود بني النضير .
في العام الخامس من الهجرة حرض حيي بن أخطب المشركين على مهاجمة المسلمين في المدينة .
فتجمع عشرة من المشركين من قريش ، من الأحابيش ، وكنانة ، وأهل تهامة ، وبني غطفان من نجد .
ونقض اليهود عهدهم الذي كانوا قد أبرموه مع رسول الله e في أن يكونوا محايدين لا ينصرون عليه .
وعُظُم البلاء بالمسلمين ، واشتد بهم الخوف ، إذ جاءهم عدوهم من فوقهم ، ومن أسفل منهم ، وزلزلوا زلزالاً شديداً ، وظهر جلياً نفاق المنافقين ، وأطلقوا العنان ، وقال قائلهم : لقد كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كِسرى وقيصر ، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط .
وتخاذل هؤلاء ، واعتقدوا أن الهزيمة واقعة بالمسلمين فكروا راجعين إلى الديار ، وتخلوا عن موقف الصدق والإيمان ، والشجاعة والبطولة .
واستمر الحصار سبعة وعشرين يوماً ، ثم دارت الدائرة على المشركين ، وانفضوا من حول المدينة لم ينالوا خيراً ، وكفى الله المؤمنين القتال ، وتم النصر لرسول الله e والذين آمنوا .
قال أنس t : جُمع السبي ـ يعني بخيبر ـ فجاءه دحية فقال يا رسول الله ، أعطني جارية من السبي ، فقال :" اذهب فخذ جارية " ، فأخذ صفية بنت حيي ، فجاءه رجل إلى نبي الله e فقال : يا نبي الله : أعطيت دحية صفية بنت حيي سيد قريظة والنضير ، لا تصلح إلا لك ، قال :" ادعوه بها " ، قال : فجاء بها ، فلما نظر إليها النبي e قال :
" خذ جارية من السبي غيرها " . قال :" وأعتقها وتزوجها " .([1])
واختارت السيدة صفية رضي الله عنها رسول الله e على أهلها وعشيرتها ، وأسلمت وحسن إسلامها ولما أخذها النبي e من دحية بسبعة أرؤس ، ودفعها إلى أم سليم حتى تهيئها ، وتصنعها ، وتعتد عندها ، فكانت وليمته : السمن والإقط ، والتمر .
الإقط : لبن مجفف يابس مستحجر يطبخ به .
عن أنس رضي t أقبلنا مع رسول الله e أنا وأبو طلحة وصفية رديفته ، فعثرت الناقة ، فصرع ، وصرعت ، فاقتحم أبو طلحة عن راحلته ، فأتى النبي e قال : يا نبي الله ، هل ضرك شيء ، قال :" لا ، عليك بالمرأة " فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه ، وقصد نحوها ، فنبذ الثوب عليها فقامت فشدها على راحلته ، فركبت ، وركب النبي e .([2])
وقالت صفية بنت حيي ـ رضي الله عنها ـ : دخل عليَّ رسول الله e وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام ، فذكرت له ذلك ، فقال :" ألا قلت : وكيف تكونان خيراً مني، وزوجي محمد e وأبي هارون ، وعمي موسى".([3])
تقول أم المؤمنين صفية رضي الله عنها كان رسول الله e معتكفاً ، فأتيته أزوره ليلاً ، فحدثته ثم قمت لأنقلب ، فقام ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي e أسرعا ، فقال النبي e :" على رسلكما إنها صفية بنت حيي ".
فقال : سبحان الله : يا رسول الله ، فقال رسول الله e : " إن الشيطان يجري من بني أدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً ".([4])
وكانت صفية في المقابل تحب رسول الله e حباً جماً ، فقد ورد أن صفية بنت حيي قالت في وجع النبي e الذي توفي فيه ، والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي .
شجاعتها وجهادها :
وكانت صفية رضي الله عنها شجاعة لا تخاف في الله لومة لائم ، تجلي لنا هذا من دفاعها بالقول والفعل عن عثمان t يوم حصره قال كنانة : كنت أقود بصفية لترد عن عثمان ، فلقيها الأشتر ، فضرب وجه بغلتها حتى مالت ، فقالت : ذروني لا يفضحني هذا ! ثم وضعت خشباً من منـزلها إلى منـزل عثمان ، تنقل عليه الماء والطعام .
وذكرت عائشة رضي الله عنها مرة صفية بكلمة أساءت لها ، فلم يرضى النبي e عنها ، حيث قالت عنها أنها يهودية .
فقال لها النبي e : "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته" . ([5])
وفاتُها
توفيت رضي الله عنها قرابة سنة خمسين في أيام معاوية ، ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً .
قال ابن حجر : وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية .([6])
الفوائد
ذكر الإمام ابن قيم الجوزية بعض الفوائد من غزوة خيبر فقال :
ومنها : 1- جوازُ عِتق الرجل أمتَه، وجعل عِتقها صَداقاً لها، ويجعلها زوجتَه بغير إذنها، ولا شهودٍ ، ولا ولي غيره ، ولا لفظِ إنكاح ولا تزويج، كما فعل صلى الله عليه وسلم بصفيَّة ، ولم يقل قطّ هذا خاصٌ بي، ولا أشار إلى ذلك ، مع علمه باقتداء أمته به ، ولم يقُلْ أحد من الصحابة : إن هذا لايصْلُح لغيره ، بل رَوَوُا القِصة ونقلُوها إلى الأمة ، ولم يمنعوهم ، ولا رسول الله e من الإقتداء به في ذلك.
ومنها : 2- جوازُ بناء الرجل بامرأته في السفر، وركوبها معه على دابة بين الجيش .اهـ .([7])
3 - غدر اليهود ، وشدة حقدهم على رسول الله e ، وعلى المسلمين.
4- إذا غزا المسلمون قوماًَ ينتظروا حتى الصباح ، فإذا سمعوا أذاناً أمسكوا ، لأن رسول الله e كان إذا غزا قوما لم يغر عليهم حتى يصبح ، فإذا سمع أذاناً أمسك ، وإذا لم يسمع أغار .
5 - النهي عن أكل لحوم الحمر الأهلية ، حتى ولو كانت في القدور ، كما فعل المسلمون عندما نهاهم رسول الله e عنها فكفئوا القدور .
6 - نهي النبي e عن الغلول ، وأن من يموت وهو غال يدخل النار ، كما أخبر رسول الله e عن الذي غل الشملة .
7 - النهي عن الغيبة ، وعن اللمز ، والتعيير ، وإنهما من الكبائر ، كما نهى رسول الله e عائشة وحفصة في طعنهن في صفية .
[1])) رواه البخاري في كتاب "المغازي"، باب غزوة خيبر برقم (7/360) ،ومسلم في كتاب "النكاح"، باب فضيلة اعتاقه أمة ثم يتزوجها .
wtdm fkj pdd lk j;,k
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ فاتن على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 04:42 PM
|