لنبدأ بالقرآن
* وعلى هذا فإذا أردنا أن نسلك أقرب طريق يوصل إلى الله تعالى وبأقل جهد... فلنبدأ أولاً بالقرآن.
* وحينما نريد أن نرسم خططنا لزيادة إيماننا.. فلنبدأ أولاً بالقرآن.
* ونحن نعزم أن نمضي في طريقنا نحو التصحيح والتغيير... فلنبدأ أولاً بالقرآن.
* وإذا أردنا أن نفتح أقفال قلوبنا ونجلو بصائرنا.. فلنبدأ أولاً بالقرآن.
* وإذا أردنا أن نحيا الحياة من جديد... فلنبدأ أولاً بالقرآن.
لنبدأ أولاً بالقرآن في زيادة إيماننا:
قال المولى عز وجل: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[ [الأنفال: 2].
* لقائل أن يقول: كيف يزيد إيماننا من خلال القرآن؟
* وقد يقول قائل: إنني أقرأ كثيرًا ولكني لا أشعر بالتغيير وحلاوة الإيمان التي أسمع عنها..
نعم، يحدث لنا هذا لأننا تعودنا أن نقرأ القرآن من أجل تحصيل أكبر قدر من الحسنات فقط، دون النظر إلى فهمه أو التفاعل معه، فلا بد من تحويل الوجهة، وتغيير القصد ليكون الانتفاع بآياته، وزيادة الإيمان من خلاله، هو المقصد الأول من قراءته، فالأمر يحتاج إلى جهد وصبر ومثابرة وبخاصة في البداية، مع الأخذ بالاعتبار أن هذه الطريقة لن تحرم صاحبها من الأجر والثواب، بل إن ثوابه بمشيئة الله سيكون مضاعفًا. يقول ابن القيم: (إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفع قدرًا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددًا فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبدًا قيمته نفيسة، والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عددًا من العبيد، قيمتهم رخيصة...)([1]).
إن زيادة الإيمان تعني تحرك القلب، وانفعال المشاعر مع القراءة، وأنه بدون ذلك لن يتحقق ما نريد.
معنى ذلك أن هدفنا الذي نسعى إليه من خلال اتصالنا المتكرر مع القرآن هو التأثر، وبديهي أن التأثر لن يتم إلا إذا كان هناك فهم وتدبر.
إذن ينبغي أن يكون شعارُنا عند كل تلاوة للقرآن: أن نفهم ما نقرأ، ونجتهد في التأثر به.
يقول ابن مسعود t: (لا تهذُّوا القرآن هذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة).
الهذ: سرعة القراءة بغير تأمل، وقوله نثر الدقل: أي كما يتساقط الرطب الردئ اليابس من العذق إذا هز.
([1])زاد المعاد (1/339). |
|
gkf]H fhgrvNk
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|