إضطراب الرهاب الاجتماعي منتشر بكثرة في أوساط المجتمع العربي و السبب في ذلك يعود الى طريقة التربية في الاسرة و اسلوب التعليم في المدرسة.
لو سألنا أي طبيب عن سبب الرهاب الاجتماعي لذكر لكم أنه خلل في مادة السيروتونين. و لهذا يتم وصف عقاقير تعرف بالأدوية المثبطة لمادة السيروتونين. و في الحقيقة انا أتفق مع الزملاء الاطباء في أنه يحصل خلل في مادة السيروتونين (على المستوى الكيمائي) و لكن هذا ليس السبب الحقيقي لرهاب الاجماعي فالسبب الحقيقي هو التعريف الذي ذكرته سابقا و انا أذكره هنا أيضاً و هو سبب الرئيسي لجميع المشاعر السلبية.
أن سبب جميع المشاعر السبية هو خلل في نظام طاقة الجسم
فاضطراب في مادة اليروتونين أنما هو عرض من أعراض هذا المرض مثل الاعراض الاخرى (أرتجاف في الاطراف، تعرق في الكفين، قلق، خوف من المواجه)
أنا هنا أخرج بكم الى بعد أخر لم تسمعوا به من قبل و هذا ما يسمى بالاكتشاف الحديث في الحرية النفسية.
طيب الآن كيف التحرر من هذا الاضطراب المزعج.
نستهدف في علاج الرهاب الاجتماعي الى استهداف جزئيين من المشكلة وهي 1) لب المشكلة 2) الاعراض المصاحبة.
1) لب المشكلة:
كل من يعاني من الرهاب الاجتماعي ( وأنا اقول الكل) حصل لهم مواقف مؤثرة في الماضي أثرت على ثقتهم بذاتهم أو مروا بتجارب فاشلة أثناء العلاقات الاجتماعية. و من الممكن ان يملك المستفيد موقف واحد مؤثر أو عدة مواقف أثرت عليه بشكل واعي أو بشكل لاواعي. و الخطوة الاولى هو تطبيق تقنية الحرية النفسية على هذه المواقف و تحريرها من المشاعر السلبية.
مثال:
حضرت عندي أحد المستفيدات والتي تعاني من الرهاب الاجتماعي بسبب أنها القت كلمة أمام الطالبات في أحدى المحاضرات و كانت التجربة كارثة ( كما تصفها). و بعدها اصبحت منعزلة عن الجميع و تقضي أوقات طويلة في غرفتها و حذفت مادة في الجامعة 3 مرات بسبب أنه متطلب في المادة تقديم عرض لمدة 45 دقيقة و هذا كان بالنسبة لها أشد من الموت. والان حتى تتخرج من الجامعة هذا الفصل لابد أنها تأخذ المادة و تقدم عرض بعد 10 ايام من جلستنا. و عملنا بتطبيق تقنية الحرية النفسية على موقفها الكارثة و هبط مستوى الانزعاج من 10 حتى وصل الى صفر. و لاول مره لما تذكر الموقف تضحك منه و قبل دقائق كانت لا ترغب في تذكرته و تتمنى أنها تموت و أن هذا الموقف لم يحدث لها.
و بعدها طبقنا التقنية على مواقف أخرى لها تأثير و علاقة بالمشكلة مثل قناعات متعلقة بالذات. فكانت تعتقد أنها مستحيل تلقى أمام الاخرين. فطبقنا تقنية الحرية النفسية لازالة هذة القناعة المقيدة.
2) الاعراض المصاحبة
كثيراً ما يصاحب الرهاب الاجتماعي أعراض مزعجة مثل أرتجاف في اليدين و التعرق و سرعة دقات القلب و نشفان في الحلق و التلعثم في الكلام و غيره.
جميع هذة الاعراض سببها كما ذكرنا سابقا "اضطراب في نظام طاقة الجسم" و يمكن أزالتها بسهولة من خلال الربت المستمر على النقاط حتى تقل و تتلاشى. و أنا انصح كل من يعاني من هذة الاعراض ان يطبقها قبل الذهاب الى الاجتماعات أو المناسبات أو الالقاء سوف تشعر أنك أصبحت أكثر هدوئاً
و نعود الى قصة المستفيدة و التي بعد مرور 10 أيام حان وقت الاختبار الحقيقي فقط أزلنا جميع المواقف المؤثرة و تدربت كيف تزيل الاعراض أن ظهرت. و قبل أن يأتي دورها في الألقاء شعرت ببعض التوتر البسيط وهذا طبيعي فكل من يلقي حتى كبار الخطباء يحصل لديهم قلق بسيط قبل الالقاء و هذا يسمى " قلق الأداء" و قامت بتطبيق التقنية و ربتت على مجموعة من النقاط و بعدها شعرت بالهدوء و الثقة و في الحقيقة هي ذوهلت من نفسها و لم تصدق أنها كانت مسترخيه و الاشد من ذلك أنها كانت مستمتعة بالالقاء و التي كانت في السابق تفضل الموت ولا أن تضع نفسها في مثل هذا الموقف.