عَلى هامش الدروب
و بالقرب من مستنقعات الذنوب..
عند الطريق المؤدّيةِ إلى بوابةِ عالَمِ السّواد..
هناك تماماً..
أمسكت يدَ تساؤلي و وقفتُ أرقبُ..
و أترقّبُ من سيجيبْ؟!
مشيت بحذرْ..
نظَرت بتمعّنْ..
بحثتُ هنا و هناكْ..
فرأيتُ..
ويا ل هولِ ما رأيت..
حاوية َ مشاعِرَ باليَةٍ..
وقد ألقيَ فيها..صنوفاً شتى..مِن:
[حبّ]..[صدق]..[حنـــان]..!
كانت في حالةٍ مزريّةٍ ..
يعاف عن نهشِ أحشائها ..
أقذرُ حيوانْ..
ارتبت من منظرها..ارتبكت..وقلت باستنكار:
أهذهِ أفعآل إنسان؟!
في زمنٍ استقذرَ به أحلى ما أعطاه الله..
فرماه في حاويةِ النسيان؟!
صمتّ هنيهةً و تابعت ستفهمةً باستنكارٍ أكبر:
تخلّى عن صدقٍ لصالح الكذب..؟
وعن حبّ لصالح الكره الأسود..؟
و عن إخلاص لصالح الخيانة..؟!
و يدّعي أنه ملاك؟!
صرخت :لماذا يا إنسان؟!
شحت بنظري يمنة..
فرأيتُ..
قلوباً بيضاء نازفة
تقطر دماء الصّدق من أكبادها..
تئنُّ بِخفوتْ..
مستنكِرةً ما فعله أخو دمها بهــــــا.
تناجي ربّها كي يرأف بحالها.
أن يهدي من ضلّ..
رأيتُ..!
قلباً بالسّوادِ تَسَرْبَل..
يعربد..يطعن..يجتاح بياض القلوب
ولا يسأل..!
رأيتُ
قويّاً بباطلٍ يعادي ضعيفاً على حقٍّ
فيسفكُ الدّمـاءَ
و يفخَرْ..
رأيتُ..
شيطاناً يتقنّعُ بأوشِحَةِ البراءَةِ المزيّفة..
يقدّم لكَ شهدَ العَسَلِ..
ويخدشُ بمخالِبِ الخيانةِ ظهرك..!
شيطانٌ..
لا يعتذِرُ..لا يصفّحُ..
لا يشفقُ..لا يَندَمْ..
يظنّ نفسّهُ ملاكاً..
و أنّ مَنْ حولَهُ وحوشاً..
لا تفقه الرحمة أو التكلّم..
شيطانٌ..
يؤلف مجلداتٍ عن نوايا الناس و نفوسها..
كما يلمح بعينيهِ الحاقدتيْن.
و ينسى أن نفسهُ
تعمّ بالشرّ و تنعّم..
ويحَهُ تمادى و تمادى..
و لم يفقه
أن ليس سوا الله بالنوايا يعلَم..
شيطانٌ
يتقنُ فنّ الكُرهِ
و بإعطاء أقربائهِ النصيب الأكبر يتفنّن..
شيطانٌ..
يقطُرُ كلامَه السّكَر.
و منْ خَلفِكَ يتكلّم عنكَ بحنجرةِ العَلقَمْ..!
بَئِستَ يا شيطان..
إلى هنا..كنت قد اكتفيت مما رأيت..
فوقفت حائرة..مصدومة..وتسمّرت في مكاني..
بعد أن رأيتُ و سَمِعتُ و عِشتُ..
كــــابوسَ شياطينِ الإنس!
كم أنا مسكينة..
أردتُ أن أسألَ أين أجدُهم..
فاصطحبتُ سؤالي إلى مشارفِ عالمهم..
و ها أنا ذي..
أعود أدراجي..
أجرّ أذيالَ أسئلتي خلفي..
فلماذا يا إنسان..؟ تنكّرتَ لإنسانيّتكَ..
وانتميتَ لمملّكةِ الشيطان؟! لمآذا ..؟