من نعمة الله على عبده المؤمن أنه يرى آيات الله الظاهرة والباطنة
بعقله وقلبه وما أخبر به الرسل من الأمر والنهي والثواب والعقاب
وقد ألهم الله ذلك لآدم وعلمه إياه حين علمه أسماء كل شيء
وأبناء آدم هم خلفاء أبيهم فكل قلب ابن آدم قابل لذلك فمنهم من استفاد من هذا النور
ومنهم من استكبر وأنكر ، فبعث الله رسله مذكرين منبهين بنور الوحي والإيمان
إذا رزق الله قلب عبده المؤمن بنور التوسم صار عنده استعداد للفراسة والبصيرة
فيكون نور على نور في القلب والعقل فتقوى البصيرة ويعظم النور في القلب
ثم يزداد هذا النور بقوة التصديق حتى يراه العبد على جوارحه في القلب والعمل
ومن القلوب ، قلوب لا تقبل هدى الله فتدخل فيها الظلمة والعمى ، فتُحجب عنها
حقائق الإيمان فيرى الحق باطلا والباطل حقاً والرشد غيَّاً والغي رشداً
فكانوامن الذين قال الله فيهم
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ... المطففين : 14 }
والران هو حجاب كثيف يمنع القلب من رؤية الحق والإنقياد له
والله أعـلـمـ