حياة الإنسان مهما قصرت
هي بنظر الساهي طويلة وطويلة جداً أيضاً
فيبدأ يفكر للأمد البعيد...
يستهين بيومه وبساعته وبدقائقه وثوانيه ويعمل للغد فقط
متى هذا الغد...؟
هو لايعرف..
أو ربما يعرف لكنه ليس متأكداً من أنه قريب..
أو ربما كان متأكداً بأنه قريب
لكن لايعرف هل هو القريب العاجل أم القريب الآجل..
أو ربما يعرف بأنه قريبٌ عاجل
لكنه لايظن بأن الأمور ستكون كما يريد...
أو ربما الأمور ستكون كما يريد
لكنها لن تناسب الزمان والمكان..
أوربما تناسب الزمان والمكان
لكنها لاتناسب الناس...
أوربما ستناسبهم
لكنها لن تُعجب البعض..
أو ربما تُعجب الجميع
لكنها لاتتوافق والحضارة...
أو ربما تتوافق معها
لكنها ليست بالمستوى المطلوب لدى الدول المتقدمة..
أو ربما كانت بالمستوى المطلوب
لكنها مخالفة للعادات والتقاليد...
أو ربما كانت متوافقة معها
لكنها مخالفة للشرع...
او ربما كانت متوافقة مع الشرع
لكن هذا التوافق لايناسب متطلبات العصر.
أو ربما تناسب متطلبات العصر
لكنها تصتدم بمايسمى حضارة وتعيق الحركة في ربوعه..
أو ربما لاتعيق الحركة في مركب الحضارة
لكنها تعيق الحركة داخل نفسك المتزعزعة
أو ربما لاتعيق الحركة داخل نفسك
لكن إعاقتها تكون في عقلك ذو الإتجاهات المختلفة
أو ربما لاتعيق عقلك
لكنها تعيق باطنك الذي تُخفيه عن الناس حتى لايقال عنك متخلف
أوربما لاتعيق باطنك
لكنها تُعيق فطرتك السليمة التي خُلقت عليها ...
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
نعم فطرتي السليمة...
لاأتذكرها كثيراً...
فكل ما أنا به من تساؤلات وتقلبات وتناقضات
عدم رضا وعدم قناعة وعدم وضوح للغايات
تشتتي وعصياني تمردي وثوراني
إنتمائي وعدم إنتمائي حربي وسلامي
تخفي عني حقيقيتي...والتي خلقني الله عليها
كيف لي أن أتخلص من تلك البصمات التي شوهت حقيقتي
بفعل الزمان والمكان
لستُ راضياً عن نفسي..
أريد أن أكون كما خلقني الله ..
ولكن كيف...؟
مالوسيلة....؟
عندما يشعر الإنسان بالموت يُحيط به ويعرف بأن الحياة بالنسبة له
هي محطة سيغادرها عاجلاً وليس آجلاً
تراه يقف ينتظر... لايستطيع الجلوس..
لكن كيف يقف...وماذا يفعل طوال فترة وقوفه....؟
بالتأكيد يستعد للصعود بالمركب..
بما استطاع وبما يليق للمكان الذي يذهب إليه
لستُ خائفاً من الموت بقدر خوفي من مابعد الموت ..
ورغم خوفي إلا أنني أحياناً أحاول أن أنسى حقيقة واقعة لامحال
فأبدأ بالغوص في تفاهات هذه الدنيا
لعلها تنتشلني من ذلك الإحساس
لم أعتد الخوف فكبريائي وغروري لم يسمحا لي حتى
بأن أُعطي الخوف حقه من ردود الأفعال لهذا الشعور المؤلم
أتوه أحياناً ..
أتناسى ...
لكن هناك لحظات أعتبرها هبة ورحمة من الله
تلك اللحظات التي تشعر بإحاطة ربك بك
عندما يحذرك بأن لاتتجاوز حدودك ...
قف الآن ...
لاتخطو خطوة واحدة أُخرى..
هنا تقف وأنت في حالة ذهول من نفسك..
كيف سمحت لها أن تُبحر بك بعيداً عن محطتك ..
ما أجمل الوقوف والتأمل ..
ما أجمل تلك اللحظة
مابين الغوص في ملذات الحياة والوقوف فجأة لتُقَيم وضعك
هنا تصفو روحك وتتضح ملامحك وتظهر فطرتك السليمة
فتبدأ بإعادة توجيه قلبك وعقلك وروحك وجوارحك
بعد كل ماعانيته ..
بعد كل ذلك التشتت والتوهان...
بعد الضياع في متاهات الحياة..
لكن كيف تستمر في ذلك التركيز وللمدى البعيد..؟
هل يُعقل أن يطرق الموت بابي لأعود لنفسي كل مرة..؟
هل وقوفي خوفاً من الله أم خوفاً من الموت..؟
أعتقد بأن الخوف من الله
لا يعادل إحساسك بخوفك من الموت
هل هما متشابهتان..؟
حقاً أُريد أن أتأكد...
الصحة نعمة من الله ليس لأنها تمنحك الحياة كاملة..
بل لأنها تجعلك تعرف مصداقية ماتقوم به تجاه فطرتك السليمة..