مدخل..
في حياتي الكثير من الإغماءات ..
.. وقد تتواجد في حياتكم أيضاً ..
إغماءة فكر ....~
نتبعهم وكأننا إمعة ..
ونحن جهلاء ..
وعقولنا جوفاء ..
فمتى يا ترى نصحوا ..
وتفكيرنا يسمو ..ونقرأ ومن الثقافة ندنو ..
يا نحن الكل إلى العلم يسارع وينمو ..
ونحن في طريقه نحبوا ..
إلى متى يا نحن سيظل هذا الجهل في أعيننا يبدو ..
ونور العلم فيها يخفو ..
إغماءة قلب ....
حين تحبهم وتجعلهم ملاذك ..
و أنت لست لهم سوى محطة تمويل على طريق شقائك ...
فإذا أخذوا منك ما يطمعون ويطمحون من حياتك ..
تركوك كفقاعة ماء في باطن هوائك ..
أو كفقاعة هواء في باطن مائك ..
لا يهم فأنت في كلا الحالتين زائر سرعان ما تتلاشى ومع ذلك ..
تعشق أن تهطل دموع عيناك ..
بكاءً على أطلال لا يحيا بها سواك ..
وتحضيراً لخرافة تسميها الذكريات ..
لن تصحو من اغماءة قلبك الذي غدا في سبات ..
إلا حينما تجد العمر قد مر بك ..
وتحتاج إلى من ترتكز به وتلقي عليه بعضاً منك ..
فتأكد أنك لن تجد سوى بعض ما تبقى من عمرك ..
أتراه يكفي ويقوى ..
إغماءة حرف ....~
حين تنظر لحرف الغير و تكابر ..
و تشعر أنك لما هو أدنى منك تناظر ..
وأنه ليس هناك من لحرفك يساير ..
و كأن الأحرف وقفت على أعتاب كلمك الساحر ..
و أعلنت لك الخضوع ولقلمك دون سواه أن تبادر ..
إغماءة ضمير ....~
حين تصادقهم ..
وتمتص كل طاقاهم ..
ثم تستبيح مشاعرهم ..
تغرف منها ما تشاء ..
وتصعد على أكتافهم في وقت الرخاء ..
وتمشي بين الناس في خيلاء ..
ولا تذكرهم بالخير بل بالشر في الخفاء ..
وتنسى كل ما قدموه لك من وفاء ..
وتقابله بالجفاء ..
إغماءة اخلاص ....~
تغرقهم بإحساسٍ كاذب ..
وتسكرهم بأملٍ خائب ...
فيغدون طريحين للدغة العقارب ..
عقارب الساعات التي ضاعت بلا مكاسب ..
وعندما تمل ..
تلف حول أعناقهم أغلظ حبل ..
وتسقطهم من قمة أعلى جبل ..
ذاك هو حبل الخيانة ..
والجبل جبل المهانة ..
أهكذا تقابل من أعطاك إخلاصه بكل أمانة ..
وحفظ كل شيءٍ بينكم وصانه ..
هل هي خيانة مشروعة ..
أم أنه خطأ روحهم المخدوعة ..
والأخطاء عنك أنت مرفوعة ..
إغماءة تقدير ....~
في السماء وبين عتمة الغيوم ..
نلحظ وجودهم كالنجوم ..
ولا نعطهم أي اهتمام ..
خشية أن تلتف حولهم صفقات الأنام ..
وتتجه نحوهم نظرات الإعجاب ..
ويسلبون منا الأحباب ..
فإلى متى ستظل تسري في دمنا هذه السموم ..
سموم هذا الحسد المشئوم ..
مخرج....~
و تتتوالى تلك الإغماءات ..!
.. أقف هنا لآخذ نفسا ً