صعّدت مليشيات الانقلاب الحوثية، القيادي "مهدي المشاط" إلى عضوية المجلس السياسي الانقلابي الأعلى؛ بديلاً عن القيادي يوسف المداني، الذي تم نقله إلى قيادة جبهة المنطقة العسكرية الخامسة؛ وذلك بعد تصاعد صراع أجنحة المليشيا وبروز تيارات داخل المليشيات تعمل ضد بعضها.
وقالت مصادر: إن الإطاحة بالقيادي يوسف المداني ونقله إلى جبهة عسكرية ميدانية، بعد أن كان هو القائد العسكري الأول للمليشيا؛ يُعد إزاحة له من موقعه لصالح قيادات أخرى يقف خلفها عبدالكريم أمير الدين الحوثي، ابن عم زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي.
ولم تكتفِ المليشيات بالإطاحة بـ"المداني"؛ بل أطاحت أيضاً بالقائد الميداني للمليشيات "أبو علي الحاكم"، الذي تم تعيينه في المنطقة الرابعة التي تضم: (تعز، ومحافظات الجنوب، والشريط الساحلي، وباب المندب، والمخا)؛ وذلك بعد اتهامه بالفشل في إدارة الجبهة وتلقيه هزيمة نكراء.
وبيّنت المصادر، أنه تم إزاحة "المداني" لأنه من القيادات القريبة من المخلوع "صالح" والذين يفضلون التعامل مع المخلوع وتقوية التحالف معه، وكذلك "أبو علي الحاكم" الذي تمت الإطاحة به من المنطقة الرابعة هو من ذات تيار يوسف المداني.
وأضافت: رأت المليشيات أن وجود "المداني" في المجلس السياسي الانقلابي الأعلى، يشكّل قيمة إضافية للمخلوع؛ حيث في حال تم الاتفاق على أي مفاوضات سياسية؛ سيكون "المداني" -بحكم منصبه في المجلس- هو رئيس فريق المليشيا، وقربه من المخلوع يجعله أكثر تأثراً وانصياعاً لطروحات المخلوع".
وذكرت المصادر أنه تم تعيين مهدي المشاط مدير مكتب زعيم المليشيا سابقاً، بديلاً عن "المداني" في المجلس السياسي الانقلابي الأعلى؛ من أجل أن يكون "المشاط" متواجداً لرئاسة وفد المليشيا أو نيابته حال وجود محمد عبدالسلام في الوفد؛ مما يعزز حضور المليشيا ويُبعد تأثير المخلوع.
وتتهم المليشيات أربعة من قادتها البارزين بالانحياز إلى صف المخلوع، في كثير من القضايا، وهم: صالح الصماد رئيس المجلس الانقلابي السياسي الأعلى، واللواء يوسف المداني، واللواء أبو علي الحاكم وهما القائد العسكري للمليشيا سابقاً والقائد الميداني، ويوسف الفيشي مبعوث زعيم المليشيا الخاص ومهندس اتفاق المجلس السياسي الانقلابي الأعلى مع المخلوع.
ويقف القيادي محمد علي الحوثي رئيس ثورية الانقلاب، وعبدالكريم أمير الدين الحوثي حاكم صنعاء، ومحمد عبدالسلام رئيس وفد الانقلابيين في المفاوضات، وحمزة الحوثي عضو الوفد، في الطرف الآخر الأكثر تطرفاً وتشدداً، وضد أي تهدئة أو تعزيز للتحالف مع "صالح".
وأفرزت حدة الخلافات بين أجنحة المليشيا صراعات أجنحة في النسق القيادي الثاني للمليشيات في المحافظات، وعلى مستوى كل جبهة؛ حيث تتكتل التيارات المليشياوية ضد بعضها وتتصارع على مصالح وامتيازات ومناصب ونفوذ؛ الأمر الذي أنهى وحدة القيادة المركزية للمليشيا وحَوّلها إلى مجاميع متناحرة تُقاتل فقط حفاظاً على الامتيازات التي تحصل عليها، وحين تنهزم تنهار بشكل كبير.