الخوف من سوء الخاتمة (1)
رأيت مقطعا لطفل تحت تأثير البنج ، وكان يتكلم بغير شعور ، وأخذ يردد كلمات بعض ما يُعرف بـ الشيلات (نوع من الأناشيد) ..
فتذكرت حالة نزع الروح وتكلّم الإنسان بما كان يُكثر من ذِكره ويَلْهج به في حياته .
الخوف من سوء الخاتمة(2)
بَكَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاح ِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ: كُلُّ هَذَا خَوْفًا مِنَ الذُّنُوب ِ؟ فَأَخَذَ تِبْنَةً مِنَ اْلأرْضِ ، وَقَال َ: الذُّنُوبُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا ، وَإِنَّمَا أَبْكِي مِنْ خَوْفِ سُوءِ الْخَاتِمَةِ .
قال ابن القيم :
وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْفِقْه ِ: أَنْ يَخَافَ الرَّجُلُ أَنْ تَخْذُلَهُ ذُنُوبُهُ عِنْدَ الْمَوْت ِ، فَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَاتِمَةِ الْحُسْنَى .
الخوف من سوء الخاتمة (3)
قال الحافظ أبو محمد عبد الحق الإشبيلي رحمه الله:
واعلم أن لسوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - أسبابا ، ولها طرق وأبواب ، أعظمها :
الانكباب على الدنيا ، والإعراض عن الأخرى .
والإقدام والجرأة على معاصي الله عز وجل ، وربما غلب على الإنسان ضرب من الخطيئة، ونوع من المعصية، وجانِب من الإعراض، ونصيب مِن الجرأة والإقدام ، فمَلك قلبه ، وسبَى عقله ، وأطفأ نوره ، وأرسل عليه حُجُبه ؛ فلم تنفع فيه تذكرة ، ولا نجحت فيه موعظة ، فربما جاءه الموت على ذلك ، فسمع النداء من مكان بعيد ، فلم يتبين له المراد ، ولا علم ما أراد ، وإن كَرّر عليه الداعي وأعاد .
الخوف من سوء الخاتمة (4)
قال الحافظ أبو محمد عبد الحق الإشبيلي رحمه الله :
خاف السلف من الذنوب أن تكون حجابا بينهم وبين الخاتمة الحسنى .
وقال : قيل لرجل - ممن أعرفه - قل لا إله إلا الله . فجعل يقول : الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا ، والبستان الفلاني افعلوا فيه كذا .
وقال : وفيما أذِن أبو طاهر السلفي أن أُحدّث به عنه : أن رجلا نزل به الموت ، فقيل له : قل لا إله إلا الله ، فجعل يقول بالفارسية : ده يازده ده وازده ، تفسيره : عشر بأحد عشر .
(يعني : المراباة في البيع)
الخوف من سوء الخاتمة (5)
سَماع الغناء يُوصل إلى النار !
سئل أبو علي الروذَباري عمن يسمع الملاهي ويقول : أُبيح لي الوصول إلى المنزلة التي لا تؤثّر فيَّ اختلاف الأحوال ؟ فقال : نعم ، قد وصل ، ولكن وصوله إلى سَقر . رواه أبو نعيم في " الحلية " .
وذَكَر شيخ الإسلام ابن تيمية أن رَجُلاً مِن مُلوك فارِس أسْلَم ، ثم رأى بعض أحوال الصوفية وضرب الدفوف بِدعوى التقرّب إلى الله !! فقال ذلك الرجل : إذا كان هذا طريق الجنة ، فأين طريق النار ؟!!
🔹 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
آلات اللهو محرمة عند الأئمة الأربعة ، ولم يُحْكَ عنهم نزاع في ذلك .
🔹 وقال : الأئمة الأربعة مُتَّفِقُون على تحريم المعازِف ، التي هي آلات اللهو كالعُود ونحوه .
الخوف من سوء الخاتمة (6)
ما عُرِف أن أحدًا عامَل الله بِصِدق فَخذلَه ..
قال ابن رجب رحمه الله :
الخواتيم مِيراث السَّوابِق .
وقال رحمه الله : دَسائِسُ السُّوءِ الْخَفِيَّةِ تُوجِبُ سُوءَ الخاتِمة .
وقال : مَن عامَل الله بالتقوى والطاعة في حال رخائه ، عامَلَه الله باللطف والإعانة في حال شِدّته .
الخوف من سوء الخاتمة(7)
الأعمال السيئة تَحُول دون حُسن الخاتمة
قال ابن القيم :
إذا نظرت إلى حال كثير من المُحتضَرين وجدتهم يُحال بينهم وبين حسن الخاتمة ، عقوبة لهم على أعمالهم السيئة .