أكد الخبير والمفكر الاقتصادي الأستاذ بجامعة الملك فيصل الدكتور محمد بن دليم القحطاني أنَّ حجم التجارة بالبحر الأحمر الذي كشف عنه سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كنز ثمين، وجاء في الوقت المناسب لينسجم تماماً مع تطلعات وطموحات الرؤية 2030 والتي تسعى إلى تخفيض الاعتماد على النفط بنسبة 70٪.
وقال الدكتور القحطاني لـ "سبق": "ما ذكره سمو ولي ولي العهد أنَّ البحر الأحمر يحتوي على 13٪ من حجم التجارة العالمية كان بمثابة صفعة قوية في وجه المشككين بمتانة وقوة اقتصاد السعودية العظمى في ظل قيادة حكيمة تعتمد على الفكر الريادي الذي لا يزال يفاجئ الجميع، فحجم التجارة في البحر الأحمر تتجاوز 2,6 تريليون دولار "9,7 تريليون ريال" متى ما افترضنا أن حجم التجارة العالمية يتجاوز 20 تريليون دولار أي ما يعادل ميزانية المملكة 9 مرات.
وأضاف: "هنا يأتي أهمية بزوغ الريادة السعودية الحقيقية التي تضيف قيمة استثنائية لهذا الكنز، لتتولد معها أهم الابتكارات وأعظم الإبداعات في تقديم كافة أشكال الخدمات اللوجستية البحرية، وإنشاء منطقة حرة ذكية تحتوي على أفضل طرق التفريغ والشحن والتخزين والإمداد من خلال استحداث أسطول بحري فائق الجودة والدقة وعالي الكفاءة والفعالية، وهنا لزم الإسراع في تنفيذ المشاريع المشتركة مع دول متخصصة كألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية.
وتابع: "سيصل حجم التجارة العالمية في البحر الأحمر في عام 2030 (24,3 تريليون ريال) وهذا يعني أن حجم هذا الكنز سيتضاعف والذي بدوره سيعزز من احتياطات المملكة من العملات الأجنبية بأكثر من 600 مليار ريال حتى نهاية عام 2018 لتصل إلى 2 تريليون ريال عام 2030 متى ما استثمرنا بشكل سريع ومقنن في البحر الأحمر بمبلغ قد يبدأ بـ100 مليار ريال هذا العام ليصل حجم الاستثمارات الكلي في البحر الأحمر بحلول عام 2030 لأكثر من تريليون ريال، لذلك إن هذا الكنز ما هو الا مفتاح لكنوز أخرى ثمينة تضيف لاقتصاد السعودية العظمى قوة تجعله ضمن أقوى 15 اقتصاداً في العالم خلال 15 عاماً القادمة.