هذا الحديث أصل من أصول الآداب الإسلامية و الأخلاقوالتوجيه السليم.
ودعوة لتصحيح تعاملاتنا مع بعضنا البعض
وهو أن الإنسان يترك ما لا يعنيه أي ما لا يهمه وما لا علاقةله به فإن هذا من حسُن إسلامه ويكون أيضا راحة له , لأنه إذا لم يكلف به فيكون راحةله بلا شك وأريح لنفسه .
فالإسلام يحرص على سلامة المجتمع، وأن يعيش الناس في وئام ووفاق
لا منازعات بينهم ولا خصومات
كما يحرص على سلامة الفرد وأن يعيش في هذه الدنيا سعيداً
يَألف ويُؤلف، يُكْرَم ولا يُؤذَى، ويخرج منها فائزاً رابحاً
وأكثر ما يثير الشقاق بين الناس، ويفسد المجتمع، ويورد الناس المهال
تَدَخُّل بعضهم في شؤون بعض، وخاصة فيما لا يعنيهم من تلك الشؤون
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ دعوة لتصحيح تعاملاتنا مع بعضنا البعض الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ
يَا مَعْشَرَ مَنْ قَدْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِه
ِ لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ في جَوْفِ رَحْلِهِ.
رواه الترمذي وابن حبان وقال حسن صحيح
***********
فالناس لا تحب من يدس أنفه في خصوصياتهم
فيكون ثقيلا عليهم , لا يتحملون مجالسته , ولا ينصتون إلى حديثه
ولذا كان من دلائل استقامة المسلم وصدق إيمانه تركه التدخل فيما لا يخصه من شؤون غيره.
وقال ابن القيم رحمه الله :
وقد جمع النبيُّ الورعَ كله في كلمة واحدة فقال " مِن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "
، فهذا يعم الترك لما لا يعني من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر
وسائر الحركات الظاهرة والباطنة فهذه الكلمة كافية شافية في الورع
قال إبراهيم بن أدهم : الورع ترك كل شبهة ، وترك ما لا يعنيك : هو ترك الفضلات
قال الحسن: قال عمر: ثلاث من الشقاء أن يجد الرجل على أخيه فيما يأتي
أو يذكر من أخيه ما يعرف من نفسه
أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه . (مفتاح دار السعادة 1/202).
عن شعبة عن سيار أبي الحكم قال: قيل للقمان الحكيم: ما حكمتك؟
قال: لا أسأل عما كفيت، ولا أتكلف ما لا يعنيني. (الصمت , لابن أبي الدنيا 96)
عن أبي شهاب عن عمرو بن قيس أن رجلاً مر بلقمان والناس عنده
فقال: ألست عبد بني فلان؟! قال: بلى، قال: الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا؟!
قال: بلى، قال: فما الذي بلغ [بك] ما أرى؟!
قال: صدق الحديث وطول السكوت عما لا يعنيني. (الصمت , لابن أبي الدنيا ص96).
وإذا أدرك المسلم واجبه، وَعقَل مسؤوليته، فإنه يشتغل بنفسه،
ويحرص على ما ينفعه في دنياه وآخرته، فَيُعْرِض عن الفضول
ويبتعد عن سَفَاسِفِ الأمور، ويلتفت إلى ما يعنيه من الأحوال والشؤون.
ودخلوا على أبي دجانة دعوة لتصحيح تعاملاتنا مع بعضنا البعض وهو مريض فكان وجهه يتهلل فقيل له: ما بال وجهك يتهلل يرحمك الله؟ فقال: ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنين كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني وكان قلبي للمسلمين سليما
(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35).
فوائد من حديث " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. "
الاربعون النوويه بتعليق الشيخ ابن عثيمين.
]u,m gjwpdp juhlghjkh lu fuqkh hgfuq gja]d] hgfuq juhlghjkh fuqkh ]u,m