سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن _2

أمهات , الله , المؤمنين , سلسلة , سيرة , عنهن

سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن _2

عائشة بنت أبي بكر المبرأة من فوق سبع سماوات هي معلمة الرجال , الصديقة بنت الصديق , خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر , القرشية التيمية , المكية , أم المؤمنين , زوجة سيد ولد آدم , وأحب نسائه إليه , وإبنة أحب الرجال إليه , المبرأة من فوق سبع سماوات . أثبتت للدنيا منذ أربعة عشر قرناً أن المرأة يمكن أن تكون أعلم من الرجال , وأن تكون سياسية , وان تكون محاربة . هذه المرأة لم تتخرج من الجامعة ولم تتلمذ على يد المستشرقين والمستغربين , ولكنها تتلمذت وتخرجت من مدرسة النبوة , مدرسة الإيمان , مدرسة الفرسان , فقد تولاها في طفولتها شيخ الإسلام وأفضلهم , أبوها الصديق , ورعاها في شبابها نبي البشرية ومعلمها , وأكرم البشر وأفضلهم زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجمعت من العلم و الفضل و البيان ما جعلها تخلف في التاريخ دوياً تتناقل أصداءه العصور , فهذه آثارها تدرس كليات الأداب كما تدرس أبلغ النصوص الأدبية , وهذه فتاوها تدرس في كليات الدين وهذه أعمالها الكاملة مجال بحث لكل مدرس لتاريخ العرب والمسلمين . وكان تزويجه صلى الله عليه وسلم بها بأمر من الله عز وجل إثر وفاة خديجة رضي الله عنها , فتزوج بها وبسودة بنت زمعة رضي الله عنهما في وقت واحد , ولكنه دخل بسودة وتفرد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة في شوال بعد واقعة بدر , وأنتقلت العروس الصغيرة إلى بيت النبوة الجديد , والذي كان عبارة عن حجرة من الحجرات التي شيدت حول المسجد من اللبن وسعف النخيل , وقد وضع فيه فراش من أدم حشوة ليف , ليس بينه وبين الأرض إلا الحصير , وعلى فتحة الباب أسدل ستار من الشعر . وفي هذا البيت المتواضع بدأت عائشه حياة زوجية حافلة , ستظل حديث التاريخ . وفي بيت الزوجية غدت عائشة معلماً لكل إمرأة في العالم على مر العصور , فكانت خير زوجة تؤنس الزوج , وتدخل السرور إلى قلبه , وتزيل عنه ما يكابده خارج المنزل من مصارع الحياة والدعوة إلى الله . وكانت خير زوجة كريمة النفس , كريمة اليد , صبرت مع الرسول صلى الله عليه وسلم على الفقر والجوع حتى كانت تمر عليها الأيام الطويلة وما يوقد في بيت رسول الله نار لخبز أو الطبيخ , وإنما يعيشان على التمر والماء . ولما أقبلت الدنيا على المسلمين أتيت مرة بمائة ألف درهم وكانت صائمة ففرقتها كلها , وليس في بيتها شيء . فقالت لها مولاتها : أما أستطعتي أن تشتري بدرهم لحماً تفطرين عليه ؟؟ قالت : لو كنت ذكرتني لفعلت . فلم يزعجها الفقر , ولم يبطرها الغنى , صانت نفسها فهانت عليها الدنيا فما عادت تبالي إقبالها ولا إدبارها . وكانت خير زوجة أهتمت بالتلقي عن الرسول صلى الله عليه وسلم فبلغت من العلم والبلاغة ما جعلها تكون معلمة للرجال .ومرجعا لهم في الحديث والسنة والفقه . فقال الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء , لكان علم عائشة أفضل . وقال هشام بن عروة عن أبيه قال : لقد صحبت عائشة , فما رأيت احداً قط كان أعلم بأية أنزلت , ولا فريضة , ولا بسنة , ولا بشعر , ولا بأروى له , ولا بيوم من أيام العرب , ولا بنسب , ولا بكذا , ولا بكذا , ولا بقضاء , ولا بطب , منها , فقال لها يا خالة : الطب من أين علمته , فقالت : كنت أمرض فينعت لي بشيء , ويمرض المريض فينعت له , واسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه . ومن أهم المواقف في حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقف التهمة الشنيعة التي أتهمت بها (حادثة الإفك ) وهي أبعد عنها من الأرض إلى السماء , السماء التي نزل فيها الحكم ببرائتها بأيات نقرؤها ونتعبد بها إلى يوم القيامة , وكانت هذه المحنة في أفضل امرأة درسا ً وعبرة لكل امرأة , بأنه ليس في الدنيا امرأة فوق التهم !! وعندما مرض الرسول صلى الله عليه سلم بعد عودته من حجة الوداع , وشعر بأنه آن الأوان للرحيل بعد أن أدى الأمانة وبلغ الرسالة . كان يقول وهو يطوف على نسائه متسائلا أين أنا غداً ؟؟ أين أنا بعد غد ؟؟؟ أستبطاء ليوم عائشة , فطابت نفوس بقية أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن - بأن يمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أحب , وقلن جميعاً : يا رسول الله قد وهبنا أيامنا لعائشة . وأنتقل حبيب الله إلى بيت الحبيبة ,فسهرت عليه تمرضه , وبودها لو تفديه بنفسها , فداك أبي وأمي يا رسول الله .....وحانت لحظة الرحيل ورأسه صلى الله عليه وسلم في حجرها .. قالت أم المؤمنين تصف اللحظة الرهيبة : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي , ويومي وليلتي , بين سحري ونحري , ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب , فنظر إليه حنى ظننت أنه يريده , فأخذته فمضغته ونفضته وطيبته , ثم دفعته إليه , فأستن به كأحسن ما رأيته مستناً قط , ثم ذهب يرفعه إلي , فسقطت يده فأخذت أدعوا له بدعاء كان يدعوا به له جبريل , وكان يدعوا به إذا مرض . فلم يدعوا به في مرضه ذاك , فرفع رأسه للسماء وقال : (الرفيق الأعلى ) وفاضت نفسه , فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا . ودفن صلى الله عليه وسلم حيث قبض في بيتها , وعاشت بعده تعلم الرجال والنساء , وتشارك في صنع التاريخ الإسلامي إلى أن وافتها المنية الثلاثاء لسبع عشرة مضين من رمضان سنة سبع وخمسين وهي في السادسة والستين من عمرها . مسند عائشة يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث . وعائشة ممن ولد في الإسلام . وكانت امرأة بيضاء جميلة لذلك يقال لها : الحميراء ولم يتزوج النبي بكراً غيرها , ولا أحب امرأة كما أحبها , وقد ذكر بعض السلف أنه لايوجد امرأة في أمة محمد بل ولا في النساء مطلقاً أعلم منها . فضائلها رضي الله عنها : 1- عن عائشة رضي الله عنها : أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة . 2- عن عائشة قالت : لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران : لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني , ولقد تزوجني بكراً , وما تزوج بكراً غيري , ولقد قبض ورأسه في حجري , ولقد قبرته في بيتي , ولقد حفت الملائكة ببيتي , وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه, وإني لأبنة خليفته وصديقه , ولقد نزل عذري من السماء , ولقد خلفت طيبة عند طيب , ولقد وعدت مغفرة ورزقا ً كريما ً. 3-سأل عمرو بن العاص النبي صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك يا رسول الله : قال: ( عائشه ) قال : فمن الرجال قال : ((أبوها )). 4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )) . 5-عن عائشة قالت : قلت يا رسول الله مَن مِن أزواجك في الجنة ؟ قال : ((أما إنك منهن )) قالت فخيل إلي أن ذلك لأنه لم يتزوج بكرا ً غيري . 6- أن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عائش , هذا جبريل يقرأ عليك السلام )) قالت : وعليه السلام ورحمة الله , ترى ما لا نرى يا رسول الله . ملاحظة : حدثت حادثة الإفك وعمر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ثلاثة عشر عاماً وانظروا كيف كان تصرفها رضي الله عنها

المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: هدي نبينا المصطفى ▪●

---

sgsgm sdvm Hlihj hglclkdk vqd hggi ukik _2 hggi hglclkdk sgsgm sdvm