أيهما أعم الكذب أم الغدر؟
أيهما أعم الكذب أم الغدر؟
الغدر أعم من الكذب؛ لأن الغدر يمكن أن يتم بأشياء كثيرة غير القول، فقد يكون بالفعل،
يعني: بالجوارح وهي كثيرة، أذكر منها حديثاً رواه أصحاب السنن
أخرج النسائي في سننه عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنهم ــ
قال: لما كان يوم فتح مكة أمّن رسول الله صل الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة:
عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي السرح؛ وأما المرأتان فلم يذكر اسمهما .
فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عماراً وكان أشب الرجلين فقتله، وأما مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه، وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً ها هنا. فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني من البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره؛
اللهم إن لك علي عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمداً صل الله عليه وسلم حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريماً فجاء فأسلم.
وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا رسول الله صل الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صل الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله بايع عبد الله قال فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟ فقالوا وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك هلا أومأت إلينا بعينك؟ قال: إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة أعين.
وبذلك الحديث ـ أن خيانة العين من الغدر، وسميت كذلك؛ لأنك تظهر شيئاً وتبطن آخر.
فخيانة العين من الغدر، والغدر يمكن أن يكون باليد، وبالعين واللسان
لذلك كان الغدر أعم من الكذب، والكذب أخص من الغدر؛ فالكذب جنس من أجناس الغدر.
**
أسأل الله..لي و لكم الثبات
اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
|
Hdilh Hul hg;`f Hl hgy]v? hgy]v?
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|