لا تلتفت إلى الخلف أبدا....
فما زال الظلام كئيبا...
وذاك الباب المؤدي إلى سلم مظلم اخر....
تنبعث اسفل كل درجة منه بعضا من الضوء الخافت
ينير لك الطريق..
رداءك الأبيض يتطاير خلفك اثر الريح...
وانت تنظر امامك.. نحو القمر....
ذاك الذي ينظر نحوك بشموخ من بين رأسي جبلين من الثلج....
منعكسا على بحيرة فضية......
ملقيا ضياؤه كــ مشط يسرح به اوراق الشجرات التي تبدو لك بعيدة بعيدة...
فما زلت تنظر إليها من قمة العالم
تجلس على حافة المكان....
تضم ركبتيك إلى صدرك..
تهب عليك نسمات الهواء الباردة فتنعش افكارك..
خيوط من دخان عطر ينبعث من مكان ما خلفك....
الضباب يغلف روحك...
يجعلك داخل افكارك تحيا..
وما زالت..
منبعثة في فكرك فقط..
تنسى كل الحياة..
تنسى المكان.. والزمان
تنتمي فقط إلى القمر
وإلى هذا المكان الوليد
الذي نسجه فكرك
ذاك الضياء..
والسلم الصاعد..
وانعكاس القمر على اطراف الكينونة
هي هدنة بين الفكر والحياة..
حينما تولد الشمس
وتموت
في هذا المكان
وانت ما زلت صامتا تناجي الريح
رداؤك خلفك يطير
كــ اجنحة الملائكة
وانت.. كــ ملاك
لم يعد ينتمي إلى الأرض
ولا إلى الحياة..
ولا حتى إلى الموت
لحظة يتوقف فيها الزمن
وتقف انت فيها
في معبد القمر
حيث تستمع إلى