كشف مؤتمر طبي عن إصدار المقام السامي قرارًا بتشكيل لجنة مختصة من كل القطاعات الصحية؛ للعمل على حصر النواقص كافة بالموارد البشرية والمالية والمراكز العلاجية المتعلقة بالأورام السرطانية، وتحديد الصعوبات بهذا المجال؛ بهدف إيجاد الحلول، وعلاج الإشكاليات؛ للحد من ارتفاع أعداد المصابين بأمراض السرطان بالسعودية، في الوقت الذي أشار فيه الأطباء إلى وجود زيادة سنوية بنسبة 5 % في أعداد المرضى نتيجة عوامل متنوعة، منها تغيُّر نمط الحياة في نوعية الغذاء والرياضة والسمنة، وكذلك الاكتشاف المبكر للمرض الذي رفع من هذه الحالات المجهولة سابقًا.
جاء ذلك خلال المؤتمر الطبي لأورام الجهاز الهضمي، الذي نظمته مدينة الملك فهد الطبية بالرياض أمس بفندق الماريوت، بمشاركة 120 طبيبًا واستشاريًّا في الأورام من مختلف مستشفيات السعودية.
وأوضح رئيس قسم الأورام بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، الدكتور عبدالله الشرم، أن الأورام في ازدياد ملاحَظ داخل السعودية بنسبة تصل إلى 5 % سنويًّا. وتتصدر أورام الجهاز الهضمي المرتبة الأولى عند الرجال والثالثة عند النساء. مبينًا أن هذا المؤتمر يعد الأول من نوعه الذي يناقش مختلف الأورام المتعلقة بالجهاز الهضمي، منها القولون والكبد والبنكرياس والمريء والمستقيم، من خلال عقد 5 جلسات طبية، ومناقشة 24 ورقة عمل، قدمها 36 مختصًّا في آخر المستجدات العلاجية والبحثية بهذا المجال.
وحذَّر الشرم من تزايد أعداد مدَّعِي العلاج الشعبي من خلال الطب البديل، الذين يعملون على اصطناع أدوية تتعارض مع العلاج الكيماوي لمرضى السرطان، ينتج منها تأثيرات سلبية على حياة المرء، بعد أن بدأت هذه الادعاءات الكاذبة بالانتشار بشكل كبير عبر الرسائل الهاتفية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولقيت قبولاً عند بعض المرضى الذين وقعوا ضحية لهؤلاء المدعين. مطالبًا الجهات المختصة بإيقاف أصحاب هذه المخالفات، وتوحيد الجهود بين وزارت الداخلية والصحة والتنمية الاجتماعية والإعلام؛ لمواجهة هذه الممارسات الخاطئة التي لها انعكاسات سلبية وخطرة على حياة المرضى.
وكشف استشاري الأورام في مستشفى الحرس الوطني في جدة، الدكتور أحمد الشهري، عن أن إنشاء أول هيئة وطنية للأورام سيعمل على توحيد الخدمات الصحية بين مختلف المستشفيات، وتوفير الكفاءات الطبية بالمدن الطرفية، وكذلك التنسيق العلاجي الذي سيحل إشكاليات عدة، تتعلق بقبول مريض في أكثر من مستشفى بمناطق مختلفة في الوقت الذي يرفض فيه مستشفى قبول مريض آخر للعلاج بمنطقته نفسها لازدحامه بالمرضى. مبينًا أن هناك لجنة مختصة من مختلف القطاعات الصحية، تم تشكيلها بقرار صدر مؤخرًا من المقام السامي بهدف حصر كل الموارد البشرية والمادية المتاحة بمجال الأورام داخل السعودية؛ لمعرفة النقص والعمل على علاج الإشكاليات كافة المتعلقة بمرضى السرطان.
وأشار الشهري إلى أن الأبحاث الأخيرة أكدت أن ممارسة الرياضة تحدُّ من الإصابة بسرطان القولون بنسبة لا تقل عن 30 %، وهو الأمر المشجع على الوقاية من هذه الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي. مضيفًا بأن السمنة وكثرة تناول الدهون واللحوم الحمراء من الأسباب الرئيسية لأمراض السرطان.