استبعد وزير التعليم، الدكتور أحمد بن محمد العيسى، وجودَ نِسَب بطالة مرتفعة بين خريجي برنامج الابتعاث الخارجي؛ رافضاً الربط بين البرنامج وزيادة نسبة البطالة وبين الخريجين؛ مؤكداً لـ"سبق"، أن "نسبة المبتعثين العاطلين محدودة جداً".
وقال: "لا أعتقد أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي زاد من نسبة العاطلين، ونستطيع أن نُثبت من خلال الدراسة المسحية، كم عدد الخريجين من هذا البرنامج الذين توظفوا؟ وكم عدد العاطلين عن العمل؟".
وأضاف: "في تقديري قبل أن نجري هذه الدراسة، أن النسبة محدودة جداً بين أوساط الذين لم يجدوا وظيفة بعد برنامج الابتعاث"؛ مستدركاً: "لكن لنترك الحكم النهائي على إعطاء المزيد من الإحصاءات حول هذا البرنامج"؛ مشيراً إلى أن "مشكلة البطالة قضية كبيرة جداً وتُهِم كل المؤسسات".
وأوضح الوزير لـ"سبق" قائلاً: "برنامج الابتعاث الخارجي في أهدافه ومنطلقاته وآلياته هو برنامج نوعي، جامعات متميزة وتخصصات علمية يحتاجها السوق؛ وبالتالي فإن الكرة في ملعب سوق العمل من خلال ما يتوفر من فرص وظيفية وغيرها".
ولفت إلى أن نقاش الجلسة الرابعة من فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي السابع للتعليم العالي بعنوان "ماذا تريد المملكة العربية السعودية من خريجي الجامعات في المستقبل" كان ثرياً، وتم تغطية كل القضايا المتعلقة بعملية التوظيف.
وبخصوص شكوى بعض الطلبة والطالبات المتقدمين لبرنامج "وظيفتك بعثتك" العام الماضي من تأخر إجراءات القبول لأكثر من 9 أشهر؛ أقرّ وزير التعليم بذلك، وقال لـ"سبق": "ربما يكون قد حصل تأخير في تنفيذ برنامج "وظيفتك بعثتك" العام الماضي لأسباب خارجة عن تحكم الوزارة في المقابلات التي تُجريها بعض الشركات والمؤسسات؛ وخاصة بعض القطاعات الحكومية، لديهم بعض الإجراءات التي تتطلب مزيداً من البحث والتأكد من مستوى الطلاب المتقدمين؛ فبالتالي أخذت وقتاً أطول مما كنا نتوقع".
واستدرك: "لكن إن شاء الله هذا العام الأمور أكثر شفافية، وعلاقاتنا مع الجهات التي وقعّت معنا العقود أصبحت -بشكل كبير- أكثر وضوحاً من العام الماضي؛ وبالتالي أتوقع أن الآليات ستختصر كثيراً من الوقت الذي يحتاجه الطالب حتى يتم ابتعاثه، وسنتمكن من اختصار الوقت بجهود العاملين في وكالة البعثات والمشرفين".
بدوره أكد وكيل وزارة التعليم لشؤون البعثات والمشرف على الملحقيات الثقافية، الدكتور جاسر سليمان الحربش لـ"سبق"، أن تسريع إجراءات قبول المبتعثين من أهم إجراءات العمل ضِمن مسار مبادرة تطوير الابتعاث التي أُقرت ضِمن برنامج التحول الوطني والتي تتضمن دعم آليات القبول، وهناك توجه قوي.
وأضاف: "بما أننا شدّدنا في مجال القبول في الجامعات المتميزة؛ فمن باب أولى أننا ندعم مكاتب القبول ونقننها ونرخّص لها وننظّمها وتكون الخدمة صريحة وواضحة وقانونية تُقلل من فترة انتظار القبول".
وفي تصاريح صحفية حول المُطالبة بمرونة في شرط وجود المَحرم للمبتعثات؛ أكد وزير التعليم أحمد العيسى، أن من شروط الابتعاث وجود المحرم المرافق للمبتعثة، ورد وزير التعليم بخصوص إمكانية منح المرأة قيادة الملحقيات الثقافية في الخارج؛ أن منهن مَن تعمل مساعِدة للملحق، ونوّه بأن المرأة السعودية تقوم بدور كبير ومشرّف من خلال عملها في الملحقيات، ونعمل على توسيع دور المرأة في المستقبل، إن شاء الله.
وفي سياق متصل، حذّر نائب وزير العمل، أحمد الحميدان، الخريجين مما وصفه بتخدير الشهادة الجامعية؛ مؤكداً أن أمامهم مرحلة جديدة من الصراع والتعلم حتى يُثبتوا أنفسهم في سوق العمل، وقال في ورقة عمل خلال مشاركته في الجلسة الرابعة من فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي السابع للتعليم العالي بعنوان "ماذا تريد المملكة العربية السعودية من خريجي الجامعات في المستقبل"، والتي أدارها وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى: "يجب على الخريجين ألا تُخَدّرهم الشهادة الجامعية؛ فمرحلة التعلم تستمر حتى في سوق العمل".
وأضاف: "يجب على الشباب والشابات ألا تُخَدّرهم الشهادة، الحصول على الشهادة الجامعية حق لمن بذل جهداً وحصل على ذلك وله الحق أن يحتفل بذلك؛ ولكن لا يجب أن يخدّره هذا الكلام"؛ موجهاً خطاباً للشباب قائلاً: "الآن حصلتم على الشهادة وانتهيتم، والمفروض الناس تسلم عليكم وتقول لكم تفضلوا هذه وظيفتكم جاهزة!! هذا غير صحيح لا يزال أمامكم مرحلة جديدة من الصراع والتعلم حتى تستطيعوا أن تُثبتوا أنفسكم".
واختتم: "أنتم تعرفون أسواق الأعمال، نحن كلنا دخلنا وتوظفنا، والموظفون يتوظف منهم 100؛ عشرة منهم يصبحون رائعين للغاية، 0 منهم أقل، وهكذا؛ إلا أن هناك أناساً يرفضهم سوق العمل"؛ مؤكداً في هذا الصدد أهمية تكريس مهارات كيفية تعامل الطالب فيما بعد التخرج من الدراسة الجامعية.