مثل قرآني
مثل قرآني ...
إن الله سبحانه وتعالى قضى على نفسه أن يؤيد أولياءه ، وان ينصر اصفياءه
ويدافع عنهم ، وينتقم لهم ممن اذاهم واعتدى عليهم وبغى
ويوضح ذلك أعظم توضيح ويبينه أعظم بيان قوله تعالى :
(أن ربك لبالمرصاد) الفجر/14 ،
أي أنه تعالى (يرصد للأعمال فلا يفوته شيء منها)
فهو تعالى يرصد خلقه فيما يعملون ، ويجازيهم كلا بسعيه في الدنيا والآخرة .
رصد إلهي :
بعد أن بين الحق سبحانه وتعالى في -سورة الفجر -عاقبة المفسدين في الأرض
والعتاة المجرمين الطغاة ، الباغين على خلقه ، وعاقبتهم الوخيمه ، ونهايتهم الأليمة
من انواع العذاب عليهم وجعلهم عبرة ،
بين انه سبحانه يرصد على خلقه كل ما يعملون ويحاسبهم
ويجازيهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وأنه لا شيء يغيب عنه سبحانه وتعالى . .
فيحاسب ويجازي كل واحد على صنيعه وعمله ويقابله بما يستحق :
((ووضع الكتاب فترة المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون
ياويلتنا مالهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها
ووجدوا ماعملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا)) اللكهف/49 .
وأنه سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل ، فلا يغتر الإنسان بما معه من أموال وعتاد
وما حوله من أهل وأصدقاء وحشم وخدم وجاه
لأن كل ذلك صائر الى زوال ويبقى للإنسان ماقدم من أعمال .
مثال وعبرة :
ومن الأمثلة التي تدل على أن الله عز وجل يستجيب لعباده المظلومين
ويهتك ستر الظالمين ، ويجعلهم عبرة لمن يعتبرون
ماحصل للحجاج بعد قتله لسعيد بن جبير (رحمه الله) في القصة المعروفة
فحينما أمر الحجاج بضرب عنقه قال سعيد : (اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي) .
وقد استجاب الله لسعيد ، وأصيب الحجاب بمرض افقده عقله
وصار يتخبط في حياته كالذي يتخبطه الشيطان من المس
وكان كلما آفاق من مرضه صاح بأعلى صوته وفيه رنة ذعر وخوف : مالي ولسعيد بن جبير
ولم يقتل الحجاج أحدا بعد سعيد ، وبعد زمن قصير من قتله مات الحجاج شر موتة .
وصدق القائل :
والله يأخذ أهل الجور قاطبة
أخ اقتدار بأنواع من النقم
...فالأولى بالعاقل أن يعتبر ويتعظ (أن في ذلك لعبرة لمن يخشى) النازعات/26 .
وإن يبتعد عن ظلم العباد ، وعلى المظلوم أن يشكو أمره إلى الله وأن يبثه سره ونجواه
وان يسلك السبل المناسبة للدفاع عن الحق ، لأنه سبحانه صاحب الحول
وبيده مقاليد الأمور يصرفها كيف يشاء ....
وفي ملحمة كربلاء الخالدة أعظم مثال يمكن أن نستقي من معينه العبرة ..
إذ عاجل ربك كل من اشترك في جريمة عاشوراء بالنقمة في الدنيا
والعذاب الحاضر في الآخرة .. ولله أمر هو بالغه .
|
|
leg rvNkd
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|