تقديم سوء الظن على حسن الظن ...
إن المسلم العاقل سليم القلب لا يظن في أخيه المسلم إلا خيراً، وتجده دائماً يقدم حسن الظن في الغالب الأعم على سوء الظن، إلا إذا ظهر له ما يجعله يسيء الظن بما يعرف من هذا الشخص من سوء في الأخلاق والطباع، أو هناك قضية ومشكلة كبيرة وعلى درجة من الأهمية تجعل سوء الظن مقدماً على حسن الظن.
قال الله تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]
وقـال تعالى:
﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾
[النور: 12]
وقال:
﴿ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ [3].
وقد جاء في الحديث الشريف عن أبى هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَاجَشُوا[4] وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا[5]، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا "[6].
إن سوء الظن يصور للمرء أموراً كثيرة من إلحاق التهم بأخيه المسلم، وتزداد يوماً بعد يوم حتى يصبح عنده عدواً لدوداً، ثم يأخذ في التخطيط للقضاء على عدوه المزعوم، دفاعاً عن نفسه وثأراً لها، ويعد كل ما في استطاعته للإضرار به، حتى يستحكم النزاع ويصل إلى ما لا تحمد عقباه من الفتن.
لقد اشتغل كثير من المسلمين بعضهم ببعض، اتهاماً ودفاعاً ونسوا الواجب الذي كلفهم الله إياه، وهو الفقه في الدين والعمل به والدعوة إليه والجهاد في سبيل الله، واجتماع الكلمة ونبذ التفرق والخلاف
ولا شك أن المجتمع المسلم والإنسان المسلم إذا ترسم أخلاق النبي صلى الله عليه سلم، وتمسك بهديه وسيرته فقد وفق كل التوفيق، فانطلق صالحاً مصلحاً يسعى إلى نشر دين الله تعالى وعمارة الأرض بالخير والأمن والتقدم والرقي.
jr]dl s,x hg/k ugn psk >>>
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|