أبها
سامية البريدي
فقط وحدها الأيام تخرس الألسنة الظالمة، وتقطع الأيدي التي تحاول الإساءة للمملكة أو توريطها في دماء أبرياء، وهذا ما أثبتته نتائج تحقيقات أحداث 11 سبتمبر في نيويورك، والدعاية الكاذبة ضد المملكة وتورطها فيها.
قبل أيام، أسدل القضاء الأمريكي الستار على محاولات الزجّ باسم الحكومة السعودية في أحداث 11 سبتمبر، مبرّئًا ساحتها من كل محاولات الإشارة بأصابع الاتهام.
إيران.. الإرهاب الحقيقي
المحلل السياسي عبدالرحمن الملحم، أكّد أن حكم القضاء الأمريكي، أثبت بما يقطع الشكّ، أن المملكة بريئة من أحداث 11 سبتمبر، قائلًا: "منذ أكثر من 10 سنوات، راهنت في أحاديث سابقة لي، على أن إيران هي الدولة الوحيدة المتسببة في هذه الأحداث".
وأوضح الملحم، أن إيران -منذ تكوينها- تعدّ المصدر الحقيقي للإرهاب، وهي من تؤوي الإرهاب وتدعمه؛ لكن جاءت ملفات ساخنة في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، جعلته يدير ظهره للدول العربية والخليجية؛ بل ودفعته لإجراء محادثات سرية من تحت الطاولة مع طهران.
ترامب يعيد التحقيقات
إلا أن المحلل السياسي الملحم، أشار إلى أنه في عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، أعيدت كل التحقيقات، حول الأحداث، لتظهر النتائج أن المملكة لا علاقة لها مطلقًا بأحداث سبتمبر؛ إذ أثبتت التحقيقات، ضرورة التحفظ على جميع الأموال الإيرانية المحتجزة في بنوك دول العالم، والتي من شأنها قد تستخدمها طهران في الإرهاب مرة أخرى.
وأضاف الملحم: "لقد كانت هناك مصادر تربط بأن القاعدة سعودية، لكن سؤالي: من هو زعيم القاعدة الآن؟ هو أيمن الظواهري، فهل هو سعوديّ؟ وهل المنتمون إلى القاعدة سعوديين فقط؟ بالطبع لا، فالمنتمون للقاعدة من جميع دول العالم وليست العربية أو الخليجية فقط، ولها أعضاء وأفراد منتمون لها".
ونبّه إلى أن تنظيم القاعدة الإرهابي وأفراده، مطاردون من جميع الأنظمة الأمنية العالمية، وكذلك الإنتربول الدولي بجميع دول العالم؛ لكنهم يتواجدون على الأراضي الإيرانية؛ لأنها تحتضن قيادات القاعدة وداعش وجميع الفئات والمنظمات الإرهابية، التي تحتويها إيران وتقوم بدعمها ماديًّا وسياسيًّا".
انتصار للمملكة
أما المحلل السياسي الكويتي الدكتور فهد الشليمي، فرأى أن الحكم القضائي الأمريكي، يعدّ انتصارًا للسياسة والمصداقية السعودية. مضيفًا أن "المملكة تقول منذ أحداث 11 سبتمبر، إنها لا علاقة لها بهذه الأحداث، وبيانات السعودية -سواء على المستوى الصحفي أو الرسمي- تؤكد أنها لا دخل لها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه الحوادث الإرهابية".
وشدد المحلل الكويتي، على أن من نفّذ الهجمات خطط لضرب المملكة وهو تنظيم القاعدة، مؤكدًا أن هذا أعطى مصداقية وبُعدًا إضافيًّا لهذه المصداقية في خطابها السياسي، وهذا أمر مهمّ، خصوصًا في ظل هذه الظروف.
خريطة للتفجيرات
وعن تجميد حسابات إيران من قبل أمريكا، قال المحلل السياسي الكويتي، إنها كانت مجمدة في الأساس؛ لكن العالم الآن -ومنذ اختيار ترامب رئيسًا لأمريكا- بدا يستوعب أن الخطر الإيراني له طرق عديدة، منها دعم إرهاب القاعدة وداعش.
وأضاف: "هذه الأطراق وضعت جميعها خريطة للانفجارات، فرأت أن كل المناطق العربية حصلت فيها انفجارات من داعش والقاعدة باستثناء إيران، رغم الاختلاف المذهبي الكبير جدًّا بينها، وهذا سبب كبير ويدعو للاستغراب".
لا مجاملة للسعودية
ونفى المحلل الكويتي، صحة حديث البعض، عن أن تكون نتائج التحقيقات الأمريكية جاملت الرياض، مؤكدًا أن ترامب يعلم تمامًا أن مصلحه بلاده واقتصادها يكون عبر تعاون واستراتيجية سعودية- أمريكية قديمة، إضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح أن إدارة أوباما كانت مستغلّة من قبل المبتزين، لأنها إن أرادات تعطيل هذا المشروع، وكان الكونجرس كله ديمقراطيًّا، لمارس أوباما سياسته التنفيذية؛ لكن هذا المشروع ظهر في الأيام الأخيرة لوجود أوباما داخل البيت الأبيض، وأراد تحقيق نصرًا شعبيًّا بين الجمهور، لكن نتائجه ظهرت بشكل معاكس، مختتمًا حديثه بالتأكيد على أن القضاء الأمريكي لا يجامل أحدًا.