مرحباً خالة حنان، أنا ميساء، عمري 26، مطلقة وخطبت مرة أخرى من سنة، وزواجي بعد شهرين أو ثلاثة.
مشكلتي: خطيبي نكدي، يدور على المشاكل بأتفه الأسباب، وأنا إنسانة مرحة متفائلة، وأكثر ما يضايقني منه أنه إذا زعل قاطعني تماماً، لا يكلمني أو يراسلني إلى أن أراضيه أنا، مع العلم أنه أحبني وسعى إلى أن أحبه كثيراً.
متأكدة من حبه، لكن قساوته في قدرته على مقاطعتي أتعبتني كثيراً.
مشكورة خالة حنان على المساعدة مسبقاً.
«ميساء».
النصائح والحلول من خالة حنان:
1ـ أولاً أقول لحبيبتي ميساء، إن السؤال المهم الذي يجول برأسها هو العنوان نفس
ه الذي وضعته لمشكلتها: هل يجب أن أتحمل قسوة خطيبي لأني مطلقة؟
2 ـ أعتقد يا حبيبتي ميساء، أن هذا هو السؤال الذي تترددين في مكاشفة نفسك به، إذ يبدو أن رؤيتك لنفسك وتجربتك الأولى في الزواج وكذلك عمرك، كلها أسباب تجعلك تخشين أن تتكرر التجربة وتجدي نفسك مطلقة مرة أخرى، لا سمح الله، وبعمر أكبر.
3 ـ لكن المهم يا حبيبة خالتك، ليس كل هذا، وينبغي ألا تضعي حالتك في مواجهة عيوب الخطيب الجديد، ومع أنك لم تذكري تماماً ما هي تلك القسوة التي تشيرين لها، إلا أن توصيفك له بأنه رجل «نكدي» هو بيت القصيد هنا.
4 ـ من هنا أقول لك أن الطلاق لا يطلب لأن الزوج نكدي؛ لأن هذا المفهوم مطاط ويحتمل الكثير من التأويلات؛ فالنكدي من وجهة نظر البعض، هو الرزين العاقل الذي لا يبادر إلى المزاح والضحك، والنكدي من وجهة نظر آخرين، قد يكون الشخص الذي يتدخل في كل تفاصيل الزوجة والبيت والأولاد ويحشر نفسه في التعليق أو الاستفسار عن أتفه الأمور، وقد يمكن أن يكون صاحب المزاج المتعكر.. وفي كل حال أنت أمام شخصية نكدية وعليك أن تصارحي نفسك: هل أستطيع أن أتعايش معه؟
5 ـ إذا انطلقت من رسالتك، سأقول لك: إن الموازنة بين شخصيتك وشخصيته يمكن أن تكون إيجابية؛ فأنت مرحة متفائلة ومنطلقة، وقد تحتاجين رداراً خفياً يضبط درجة المزاح أو الانطلاق أحياناً، وهو يحتاج إلى من يذكره أن الدنيا حلوة، وأن بعض الأمور لا تستحق العبوس أو الوجوم، أما عدم مراضاته لك؛ فلا يمكن أن تدوم؛ لأنك حين تكونين على حق، عليك بمواجهته ومصارحته بأنك لن تصالحيه، كوني حاسمة في حقوقك وعادلة في الوقت نفسه، وستكونين الرابحة.
6 ـ إذا قبلت بهذه المعادلة الخفية، يمكنك في اعتقادي أن تتفاءلي وتعملي في الوقت نفسه على نوع من الترويض الخفي له، بحيث تمتصين الأسباب السهلة التي تنكد عليه وتواكبين سلوكه وتروضين قسوته بذكاء، وتحفزين جانب المرح والانطلاق بشكل عفوي وغير مباشر يشعره بشيء من الراحة والاطمئنان.
7 ـ أما القسوة؛ فأعتقد أيضاً أن بإمكانك معرفة أسبابها ودوافعها، وفي أي حال؛ فحياتنا العصرية تفرض علينا مساحة من الخصوصية الشخصية؛ فحاولي أن تستفيدي من هذا الأسلوب، ولتكن لك اهتماماتك الخاصة بحيث يكون لقاؤك به ضمن ما هو مشترك، ومع الأيام أعتقد أن الاعتياد والأجواء المريحة ستكون عاملاً مساعداً في تقريب وجهات النظر، وفي أسوأ الأحوال، سيعتاد كل منكما على طبيعة الآخر المناقضة لطبيعته.
8 ـ المهم يا حبيبتي أن الانفصال قبل الزواج يجب أن يكون لأسباب مهمة وخطيرة، كالبخل والعنف والإدمان والقمار وغيرها من الموبقات .
9 ـ مثل تلك الموبقات تمنع إمكانية التواصل مع إنسان غير سوي، أما الأشخاص الأسوياء فسنجد منهم الخجول والجريء والمتردد والقاسي والجبان، وكلها وسواها من السلوكيات، مما يمكن تقويمه أو معالجته أو التخفيف منه أو التعايش معه طالما كانت النوايا حسنة وصادقة بهدف إنشاء عائلة كريمة ومستورة؛ فالكمال ليس إلا للعلي القدير، والله أعلم.