03-07-2017, 06:50 AM
|
|
|
|
وسَطيَّة أهل السنَّة في أسماء الله وصفاته
الجهمية، وأهل التشبيه والتمثيل: وهم المشبِّهة.
أهل السنَّة يؤمنون بما وصف اللهُ تعالى به نفسه في القرآن الكريم، وبما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنَّته، من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تشبيه؛ فالله عز وجل ليس كمثله شيء، لا في ذاتِه ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وهو كما قال سبحانه: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].
أهلُ السنَّة والجماعة يُثبتون كل ما أثبته الله تعالى لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تأويلٍ، فيُثبتون - على سبيل المثال - صفة الحياة الدائمة؛ قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255].
ويثبتون له سبحانه صفة الوجه؛ قال تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27].
قال ابن تيمية: إنها ليست مِن آيات الصفات، وإنما تعني الجهة أو القِبلة.
ويثبتون له صفة اليدينِ؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴾ [ص: 75].
ويثبتون له أيضًا صفة الساق؛ قال جل شأنه: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾ [القلم: 42].
روى البخاري عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه، قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يكشِف ربُّنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ، فيبقى كل مَن كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعةً، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبَقًا واحدًا))؛ (البخاري حديث: 4919).
وكذلك يثبتون له صفة الاستواء على العرش؛ قال تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5].
معنى الاستواء:
الاستواء لا يخرج عن أربعةِ معانٍ، وهي: استقر، علا، ارتفع، صعد؛ (نونية ابن القيم ص 87).
ويثبتون له سبحانه صفة العلم الكامل؛ قال جل شأنه: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة: 255].
وكذلك صفتَيِ السمع والبصر؛ قال سبحانه: ﴿ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه: 46].
قال تعالى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [المجادلة: 1].
ويثبتون أيضًا صفة الرِّضا؛ قال جل شأنه: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119].
وكذلك صفة المحبة؛ قال تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54].
كذلك صفة الغضب؛ قال سبحانه: ﴿ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ ﴾ [النساء: 93].
وكذلك صفة الكلام؛ قال جل شأنه: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164].
وهكذا باقي صفات الله تعالى؛ (شرح العقيدة الواسطية للهراس ص 16: ص 88).
• الجَهميَّة:
هم أتباع الجهم بن صفوان، وهم ينفُون صفات الله تعالى، ويعتقدون أن الجنة والنار تَبيدانِ وتفنيانِ، وأن الإيمان هو المعرفة بالله تعالى فقط، وأن الكفر هو الجهل بالله تعالى فقط؛ (مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ج 1 ص 338)، (الفرق بين الفرق لعبدالقاهر البغدادي ص 221).
• المشبِّهة:
المشبِّهة: هم الذين يشبهون الله تعالى بالمخلوقين؛ (الاعتصام للشاطبي ص 367).
المشبهة صنفانِ:
الأول: الذين شبَّهوا ذاتَ الله تعالى بذات المخلوقين.
الثاني: الذين شبَّهوا صفاتِ الله تعالى بصفات المخلوقين؛ (الفرق بين الفرق لعبدالقاهر البغدادي ص: 237).
لقد ردَّ اللهُ على هاتين الفِرقتين بقوله سبحانه: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]: وفيه ردٌّ على المشبِّهة، ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]: وفيه رد على المعطِّلة لصفات الله تعالى.
|
,sQ'd~Qm Hig hgsk~Qm td Hslhx hggi ,wthji hggi hgsk~Qm ,sQ'd~Qm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ فاتن على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:53 AM
|