03-02-2017, 09:29 PM
|
|
|
|
|
كيف حافظت القهوة العربية على مكانتها الاجتماعية؟
كان 'الشيخ' قديما، يجلس في بيت الشعر، ويضع أمامه 'دلال' القهوة على النار بجمر حطب الأشجار الصحراوية 'الغضا والرتم' وبجواره 'محماسة' القهوة، و'المهباش' الذي تدق فيه القهوة بعد تحميصها. وحديثا، حافظ فنجان القهوة على مكانته، سيداً للموقف في كافة المناسبات الاجتماعية في الصلح والزواج، ومناسبات الأخرى.
'القهوة ليست مجرد شراب يقدّم، وإنما قيمتها في طريقة تحضيرها التقليدية، باستخدام أدوات خاصة منذ قديم الزمان، إضافة إلى طرق تقديمها ومعانيها الاجتماعية'، تقول الحاجة 'أم خالد 65 عاما' .
فالقهوة، تحضيراً وشربأ، لها طقوس تعكس العادات الاجتماعية ، التي مازالت متبعة في الأردن رغم التطور والثورة المعلوماتية، القائمة والمؤثرة.
والقهوة العربية، ( نسبة إلى العرب الذين عرفوها قبل تسعة قرون في اليمن ثم انتقلت زراعتها من هناك إلى الهند وأميركا الجنوبية)، لها طقوس تحضير خاصة، تضيف الحاجة أم خالد. فهي تحضر في الصباح الباكر حيث 'نجمع الحطب ونشعل النار في مكان خاص في طرف بيت الشعر'، لافته إلى أن الرماد وبقايا القهوة 'الحثل' دليل الكرم. واليوم تغيرت بعض طقوس تحضير القهوة، حيث استبدلت نار الحطب بالغاز واختفت بعض وسائل صنعها كالمحماسة والمهباش، قائلة' لقد فقدنا الطعم الحقيقي لها لان الحطب يعطي القهوة رائحة وطعما أفضل، مشيرة إلى انه يضاف لها 'الهيل' وأحيانا 'القرنفل' و 'الزعفران'.
وقال علي الحمايدة (50 عاما) لقد توارث المجتمع الأردني بكافة شرائحه وخصوصا في البادية الأردنية والقرى والأرياف أساليب تقديم القهوة ، حيث يتذوق المعزب القهوة بنفسه قبل تقديمها للضيوف، وتقدم من اليمن إلى اليسار 'حتى لو كان على اليسار أبو زيد'، مشيرا إلى أن البدو كانوا يعبرون عن حزنهم في حالة وفاة شيخ أو رجل مهم بقلب دلال القهوة والامتناع عن تحضيرها إشارة إلى مكانة المتوفي.
وللقهوة العربية دور مهم في الحياة الاجتماعية بصلح ذات البين وبحل المشاكل وحتى الصعبة منها وينهي المشاكل التي يقع فيها قتل، كما أنها تعني موافقة للزواج، وهي عنوان للكرم. وقيلت فيها القصائد الشعرية والأمثال الشعبية.
فلتحضير القهوة ومجالسها أشعار كثيرة منها:
ياما حلا الفنجان مع راحة البال ... في مجلس ما فيه نفس ثقيلة
هذا ولد عم أو هذا ولد خال ... أو هذا رفيق ما ندور بديله
وقيل فيها :
يا كليب.. شب النار.. يا كليب.. شبه
عليك شبه.. والحطب.. لك يجابي
قلط لها.. ياكليب من سمر جبة
وشبه.. إلى منه غفى كل هابي
حنا علينا جيب ما ها وحبه
وعليك.. تقليط الدلال العذابي
ويقول منصور محمد (في العقد الرابع من عمره): لتقديم القهوة العربية مهارات، منها أن تُحدِثَ صوتًا خفيفًا نتيجة ملامسة الفنجان للدلّة. وهي حركة لتنبيه الضّيف ليأخذ فنجان القهوة، وفي الأحزان فان مقدم القهوة لا يقوم بأية حركة ولا يصدر صوتا .
ومن عادات صب القهوة أيضا أن تقول لمن تقدم له الفنجان 'تقهوة' أو 'تفضل'، لافتا انه على متناول الفنجان أن يصحح من جلسته ويهيئ نفسه ويتناول الفنجان بيده اليمنى ويهز فنجانه عند الاكتفاء من الشرب ويقول 'دايم'. أما في مناسبة العزاء يتحاشى شاربها، الرد بكلمة 'دايم' ويكتفي بالترحم على المتوفي.
ويضيف أن هناك مسميات لفناجين القهوة ، منها فنجان «الهيف»، الذي يشربه المعزب أمام ضيوفه لإثبات سلامة القهوة، وفنجان «الضيف» باعتباره يحل محل العيش والملح بين المضيف والضيف، و«الكيف» الخاص بالتذوق والمزاج، إضافة إلى «السيف»، الذي يلزم الضيف بالدفاع عن تلك العشيرة كونه بمثابة عهد بينهم ويدل على القوة والشرف.
وتقدم القهوة في الأفراح والأتراح ومن دون مناسبة أيضا، ما يجعل الاعتذار عن شربها في بيت المضيف من قلة الواجب وعدم الاحترام له.
وللقهوة أهمية في الحياة الاجتماعية، في حال ذهاب شخص لطلب معين أو خطبة ، أو عطوة عشائرية أو صلحه ، فيوضع الفنجان أمامه ولا يشربه حتى يسأله المضيف عن حاجته ويلبيها له بقوله «اشرب قهوتك وابشر بالي جيت فيه».
|
;dt pht/j hgri,m hguvfdm ugn l;hkjih hgh[jlhudm? hgllhg; hgs,vdm hgr]dlm
تسلم يدينك غلاتي امجاد على الأهداء الرائع
اشكرك ياخياط على هذا تكريم الرائع ما قصرت ربي يسعدك
شكرا على تكريم الرائع ما قصرتي شموخي ياقلبي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:38 PM
|