سريلانكا هذه البلاد العائمة في المحيط الهندي، المنفلتة من التكوّن الجغرافي لجارتها الهند
يفصلهما مضيق يُسلك، يقال عنها إنها قطرة ماء سقطت من الهند، فكيف للماء أن يُبحر في الماء ! إنهاأمزجةالطبيعةوالجيولوجيا،لاأحديمكنهتفسيرها. وسريلانكاالتيكانتتُعرفقديمًابمملكةسيلان،والمرفأالاستراتيجيلطريقالحريرقديمًا،جزيرة يحتشدفيهاكلالجمالالطبيعيالذييحضنمدنًاعتيقةتضمّمعالمأثريةتعودإلىآلافالسنينوتقف ببهاءبجوارمعالمذاتهندسةمعماريةخلّفهاالمستعمرونالهنودوالبرتغاليونوالإنكليز. تمتدعلىطولالبلادشواطئرملية،وتقفجبالمتّشحةبالأخضر،وسهولالشايالأنقىفيالعالم وينابيعماءمتفجّرةمنأحشاءالأرضالمنبثقةمنجوفالمحيطالهندي. صنّفتصحيفة «نويوركتايمز» سريلانكافيالمرتبة31 كوجهةسياحية.
كولومبوالعاصمة على الرغم من أنه من غير المرجّح استعادة لقبها «مدينة حدائق الشرق» الذي عُرفت به في القرن التاسع عشر
تبرز كولومبوباعتبارها محطة رئيسة في سريلانكا، لذا فإجازتك تبدأ وتنتهي منها. فهي لم تعد تلك المدينة العاصمة المترامية
الأطراف التي تحملك إلى الشواطئ الجنوبية، بل أصبحت الوجهة السياحية الأولى في سريلانكا، الحاضنة تحت فضائها إرث الحقبة
الاستعمارية بكل تفاصيله. وتشكل منطقة فورت التي تعود إلى حقبتي البرتغاليين والهولنديين الشاهد على هذا التاريخ، إنها مركز
المدينة الأكثر جذبًا للسياح، ففيها تحتشد الفنادق الفخمة والبوتيكات الراقية والمصارف والمقاهي ووكالات السفر، والباعة الجوّالون.
وفيها برج الساعة، وكان منارة قديمة، ومقر الإقامة الرئاسية، وبوذا جاياتي وهو مجسّم عملاق يقف على وتد تطفو على الماء.
وقرب فورت يقع بازار يضج بالحركة ويضم أماكن عبادة هندوسية وإسلامية، وفي كولومبو الدائرة 7 يقع حي سينامون غادرنز الراقي الذي تنتشر في شوارعه الأنيقة مساكن الأغنياء، وكان في الماضي حقلاً لزراعة القرفة.
أما متنزّه فيهاراماهاديفي الأكبر في كولومبو فهو مشهور بشجره المزهر من آذار/ مارس حتى
أيار/ مايو من كل عام ويضم المتنزه أيضًا حديقة حيوانات. فيما تشهد الواجهة البحرية للمدينة ازدهارًا
إذ بدأت الفنادق تجتاحها بعدما تم تطوير البنى التحتية فيها من طرق ووسائل نقل.
متحفالحقبةالهولندية تحضن كولومبو وجهًا كوزموبوليتيًا بين طيّاتها، ففيها المطاعم الأكثر أناقة والمتاحف
الدائمة التي تروي قصص التاريخ الشفوي والمكتوب. تنتظرك في الحي القديم منها، مفاجآت كثيرة حيث يمكنك العثور على الطعام المحلي واكتشاف حانوت تقليدي أو مقهى صغير دافئ. ويعتبر متحف الحقبة
الهولندية من المعالم الفريدة في كولومبو، وهو الشاهد على الكثير من التحوّلات. ففي الأصل كان مقر إقامة الحاكم الهولندي في القرن السابع عشر، ثم تحوّل إلى معهد كاثوليكي ثم مستشفى عسكري، ومركز للشرطة ومكتب بريد. يحتوي هذا المتحف - القصر على فناء حديقة جميلة، التجوال فيها يشعرك بروح الماضي. يضم المتحف الكثير من المعروضات الأثرية من بينها الأثاث الاستعماري الهولندي والمصنوعات اليدوية الأخرى.
المتحفالوطني بابتسامة غامضة يستقبلك مجسم حجري عملاق لبوذا وأنت تدخلين إلى هذا المتحف
وهو أول مؤسسة ثقافية في سريلانكا. في صالات العرض التي يعود تاريخها إلى عام 1877، سوف تتعرّفين إلى كل أنواع الفن، والمنحوتات التي تتحدّث عن سريلانكا القديمة حين كان اسمها مملكة سيلان، فضلاً عن السيوف والبنادق وأدوات أخرى من الفترة الاستعمارية.
هناك نسخ رائعة من اللوحات الإنكليزية التي تعود إلى القرن التاسع عشر، ومجموعة ممتازة من التحف العتيقة.
عليك المرور بالجناح الملكي حيث يرتاح تاج ملكي رائع قُدّم للملك Wimaladharma عام 1693، فضلاً عن خفّين من البرونز من القرن التاسع يعودان إلى أحد الرهبان البوذيين، كل هذا التاريخ يستريح تحت ظلال أشجار البانيان الرائعة.
كاندي إنها المدينة الثانية في سريلانكا، وكانت تعرف بمملكة كاندي قديمًا. قاومت هذه المدينة الاحتلال الأوروبي
على مدى 300 عام فعنادها يشبه طبيعتها الجبلية إذ إن موقعها الطبيعي الذي يحبس الأنفاس جعلها محطّ أنظار الأوروبيين
فدفعت ثمن جمالها باهظًا. هنا في هذه المدينة ينكشح الغيم فتحاول النسائم مقاومة عناد الضباب وتشبّثه بالتلال
المحيطة ببحيرة المدينة الجميلة وإبعاده لتكشف عن منازل المدينة الملونة والفنادق المختبئة وسط الغابة الرائعة.
هنا في كاندي سوف تعيشين فوضى الألوان والعطور. فعندما تجولين في وسط المدينة تفاجئك سيارة «توكتوك»
ذات العجلات الثلاث، فيما يبدو على النسوة وهن يتمايلن بالساري الحريري الزاهي الألوان، الفخر بردائهن التقليدي.
تشتهر كاندي بمناخها الجبلي مما يجعلها مقصد الباحثين عن الهواء النقي، خصوصًا خلال شهر تموّز/ يوليو، إذ تجتاح أمسيات أروقة الجبال خلال عشرة أيام قوافل الفيَلة التي يمتطيها السيّاح والسكان الذين يستبقون اكتمال القمر بدرًا فيعيشون مغامرة فريدة لا يعرف أسرار طقوسها سوى سكان المدينة. أما التنزّه على ضفاف بحيرتها الاصطناعية فهو تجربة لا بد منها، حيث يوجد معبد دانت الذي يضم رفات الكهنة البوذيين وهو الأهم في سريلانكا. متحفالشاي من منا لا تحب الشاي على اختلاف أنواعه ونكهاته. وسريلانكا هي مملكة الشاي والمصدر الأنقى لأنواعه نظرًا إلى أن زراعته عضوية لا تدخلها أي مواد كيماوية، وفي كاندي حقول الشاي أشبه بلوحة طبيعية تضج بالأخضر المتدحرج على الهضاب المحيطة بها. إذًا فإن زيارة متحف الشاي في كاندي يجب ان تكون على رأس قائمة برنامج الزيارة.
يعود تاريخ هذا المتحف إلى عام 1925 فكان مخزن تخمير الشاي ومصنعه، يقع جنوب كاندي على طريق Hantane. تم تجديده من جانب مجلس الشاي وجمعية «بذر» في سريلانكا. هنا في هذا المعرض تتعرفين إلى رائدَي الشاي، جيمس تايلور وتوماس ليبتون، والكثير من أدوات تجهيز الشاي. بعد الجولة في المتحف، تناولي فنجان شاي في الطبقة العلوية.
بعد متحف الشاي لا بد من أن تصعدي إلى هضبة كاندي- كاندي التي دخلت ضمن مواقع التراث العالمي في اليونيسكو.
وكانت آخر معقل ملوك السنهالية خلال الحكم البرتغالي والهولندي والبريطاني الذي خضعت له عام 1815 بعد التوصل إلى اتفاق.
وهضبة كاندي من أكثر المواقع المقدسة لدى السريلانكيين، فهي بحسب الأساطير موطن معبد «دالدا ماليجاوا» وتضم بقايا أسنان بوذا. بالقرب من المعبد بقايا القصر الملكي «Maha، «Palle Wasala الذي كان مقر إقامة ملكات سريلانكا، وتحول راهنًا إلى متحف «ميدا واسالا». وبالقرب من المتحف قلعة «Ulpenge»
القائمة على ضفة البحيرة، التي تتوسطها جزيرة «Kiri Samudraya» والتي يطفو عليها قصرٌ كان مقر ملوك
السنهالية الصيفي. واليوم هو مركز ثقافي، يرعى الفنون، الحرف اليدوية، الرقص، والموسيقى.
غالي... صيدسمكعلىالعمودوسفارينهري عند زيارة سريلانكا لا يمكن تفويت زيارة منطقة غالي
الرائعة لمدة 12 ساعة وزيارة بعض الأماكن السياحية الأكثر شعبية. سوف تدهشك طريقة صيد سكان المدينة
فهواة الصيد بالصنارة يمضون يومهم وهم جالسون على ركيزة تشبه العمود. في غالي أطلقي العنان لسفاري مائي...
رحلات السفاري على طول الجانج مادو (الجانج يعني «النهر» في السنهالية)، ينساب هذا النهر بين محمية الأراضي الرطبة 915 هكتارًا في منطقة جنوب غربي سريلانكا. تنطلقين في قارب صغير من بالابيتيا، تخترقين مساحات ضيقة من غابات المنغروف التي فتحت إلى مساحة شاسعة من المياه هي موطن لحوالى 70 نوعًا من الأسماك 1 نوعًا من الزواحف، بما في ذلك بعض التماسيح التي ترصدينها من خلال عيونها المنبثقة من المياه.
في نهر مادو سوف تتسللين بين الكهوف الطبيعية وحول الجزر، وينتهي السفاري إلى البحر في بالابيتيا. يحدث هنا ما يسميه السريلانكيون «سر النهر» ففي الصباح، حين يحدث المدّ، تختلط مياه البحر المالحة بمياه النهر العذبة، وفي المساء يحصل الجزر فيأخذ معه بعض مياه النهر إلى البحر.
يشكل الماء الناجم عن المد والجزر ملاذًا للعديد من أنواع النباتات والحيوانات فتنمو أشجار القرم، مما يولّد النظام البيئي الذي يحمي نفسه بنفسه. هنا تنمو أشجار القرفة، والخيزران وجوز الهند على 25 جزيرة عذراء، من دون تدخل إنساني.
سوف تلاحظين صفيق أجنحة طائر الرفرافKingfisher واللقلق الأسود، يحلّقان بحرّية. فيما السحالي الضخمة متمددة على الصخور ويبدو عليها الكسل.
ومن النهر إلى معقل سلحفاة The Hatshery حيث يمكن أن تري براميل ضخمة مليئة بالسلاحف الوليدة التي تتم تغذيتها والاهتمام بها من سنتين إلى أربع سنوات، ثم تُنقل إلى البحر خلال ساعات الظلام لأنها أكثر أمانًا. حصنغاليمدينةمسوّرةتجمعثلاثةأمزجةاستعمارية
بعد التجوال في عوالم الطبيعة السريلانكية العذراء، انتقلي إلى عوالمها التاريخية، إلى القلعة البحرية التي يعود
تاريخها إلى قرون عدة، فإن الموقع الاستراتيجي للمدينة جعل منها مركزًا للتجارة من طريق البحر، ومن ثم نقطة
رسو لحكام الاستعمار في الجزيرة. شيّد البرتغاليون هذه القلعة لضمان حماية المدينة والحفاظ عليها من الغزاة
الآتين من البحر في القرن الـ16 ثم حوّلها الهولنديون إلى حصن واسع النطاق في القرن السابع عشر.
يشبه حصن غالي مدينة مسوّرة صغيرة، مع نمط شبكة مستطيلة من الشوارع والمنازل التي جاءت هندستها المعمارية على الطراز الاستعماري الهولندي. وللحصن بوابتان شاهقتا الارتفاع جاءتا على شكل برجين.
البوابة الأولى شيّدها الهولنديون، والثانية وهي الأقدم بناها البرتغاليون، وهي البوابة الرئيسية وتقع في الجزء
الشمالي للقلعة، وكان البرتغاليون قد بنوا حولها خندقًا تمت توسعته خلال الحكم الهولندي من طريق
كسر جدار القلعة عام 1667، وبنوا حصن النجم «القمر والشمس».
وفي عهد الإنكليز أُضيف إلى هذه القلعة جسر يحيط بها وبالخندق لتسهيل حركة العبور إلى القلعة ومنها. يوجد في المدينة- الحصن أيضًا عدد من الكنائس التاريخية والمساجد والمباني التجارية والحكومية. انضمت هذه القلعة إلى لائحة اليونيسكو للتراث العالمي عام 1988. قمةآدمعندماتحكيالطبيعةالأساطير
يقول البعض إنه على هذه القمة وطأت قدما أبي البشرية آدم الأرض للمرة الأوّلى، وبالنسبة إلى البعض هو سري براد، أي البصمة المقدّسة، أو سامانلاكاند، أي جبل الفراشات.
وبعضهم يقول إن البصمة الواسعة الموجودة عند قمة آدم تعود لبوذا. ومهما يكن من أساطير تُحكى
عن هذا الموقع الجبلي فإنه يأخذك إلى عالم يصعب على الواحد منّا الكتابة عن جماله الطبيعي
المغلف بروحانية جعلته مكانًا للحُجاج يقصدونه منذ أكثر من ألف عام بين شهري كانون الأول/ ديسمبر
ونيسان/أبريل، فيتسلقون القمة خطوة خطوة، يرافقهم توالي الأنوار وهم يزحفون عند خاصرة الجبل. أين تقع قمّة آدم هذه؟
يقع الجبل في المجرى الجنوبي من المرتفعات الوسطى، في منطقة راتنابورا ونوارا ايليا بين المقاطعة الوسطى ومحافظة ساباراغاموا وتبعد حوالى 40 كيلومترًا شمال شرقي مدينة راتنابورا 2 كيلومترًا من مدينة هاتون جنوب غربي البلاد.
تحيط القمة تلال تضج بالشجر الوارف الشديد الخضرة، المنطقة على طول الجبل عبارة عن محمية للحياة البرية
من أنواع مختلفة من الفيلة إلى الفهود. المناطق التي تقع إلى الجنوب والشرق من القمة تشتهر
بتجارة الحجارة الكريمة: الزمرد والياقوت والصفير. فما عليك إلا اختيار الحجر الكريم المناسب لشخصيتك.