المسألة الأولى:
للرجال حور عين فماذا للنساء؟!
والجواب: لا شك أن للمرء في الجنة ما يشتهي، و لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا
لماتوا فرحًا، ونعيم الجنة لا يُمٓلّ بمرور الزمن، والزمن هناك خلود لا ينتهي، ومع ذلك قال ربنا:
{لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} [الكهف:108] أي لا يملّونها، وهذا لكل أهل الجنة، فلا يتطلع منهم
أحد إلى غيره، مع تفاوت النعيم بينهم؛ حتى لا ينغِّص نعيمهم شيء.
والحاصل هناك تساوي الجميع في تمام المتعة واللذة، وحصول الرضا والفرحة، وإن اختلف
بما يناسب طبيعة كل شخص وما يحب، وبحسب درجته في الجنة. وإليك هذا الحديث الرائع: أتى
عبد الرحمن بن ساعدة للنبيﷺ فقال: "يا رسول الله... إِنِّي أُحِبُّ الْخَيْلَ، أفي الجنة خَيْلٌ؟
"قال رسول الله: «إِنْ أُدْخِلْتَ الجنة أُتِيتَ بِفَرَسٍ مِنْ ياقوتة؛ له جناحان فَحُمِلْت عليه
ثم طار بِكَ حيث شِئْت» (الترغيب والترهيب [4/397]).
ثم سأله رجل فقال: "يا رسول الله... هل في الجنة إبل؟". قال: فلم يقل له ما قال لصاحبه، بل قال:
«إن يُدخِلك الله الجنة، يكن لك فيها ما اشتهت نفسك، ولذَّت عينُك» (الترغيب والترهيب [4/397]).
وهذه هي الخلاصة: «يكن لك فيها ما اشتهت نفسك، ولذَّت عينُك».
المسألة الثانية:
المرأة لآخر أزواجها في الدنيا.
فهذه مسألة فيها خلاف معتبر بين أهل العلم على ثلاثة أقوال، ذكرها العجلوني بعد إيراده حديث:
المرأة لآخر أزواجها فقال: وهذا هو الصحيح.
وقيل: لأحسنهم خلقًا.
وقيل: تُخيّر.
ومن هنا قال الشيخ ابن عثيمين، حيث سئل:
إذا كانت المرأة لها زوجان في الدنيا فمع من تكون منهما؟
فأجاب بقوله: "إذا كانت المرأة لها زوجان في الدنيا فإنها تُخيّر بينهما يوم القيامة في الجنة
وإذا لم تتزوج في الدنيا، فإن الله تعالى يزوجها ما تقرُّ به عينها في الجنة".
يا أختاه:
قانون الآخرة ليس كقوانين الدنيا، وإن اختلفت أشكال النعيم في الجنة؛ لكنها متفقة على تحقيق فوق ما
يتمناه أهل الجنة، ويصوغ الله أهل الجنة خلقًا آخر؛ بما يحقق لهم حصول غاية النعيم. فكما يجعل متعة
الرجل في الحور العين، يجعل متعة المرأة بصور أخرى تحقق لها فوق ما تتمناه، وينزع من قلبها مثلًا
الغيرة، حتى لا تغار من زوجات زوجها من الحور العين، لأن الغيرة ألم ولا ألم في الجنة؛ وكما يجعل الحور
العين نفسهن قاصرات الطرف على أزواجهن، فلا يمِلْن ولا يشتهين غيرهن.
خالد أبو شادي
vpgm rgf Ygn kudl hg[km vpgj