لا احد يستطيع ان يعيش آلام وجراح غيره حتى وان من اقرب الناس اليه وانما يمكن ان يشعر ببعض آلامه وجراحه فيواسيه ويخفف عنه ويشد ازره ويصبره الى ان تبرد المواجع ويرحل الحزن ويخف الالم يوما بعد يوم وكانما تلك العيون ما بكت وتلك القلوب ما توجعت وعادت الحياة الى طبيعتها شيئا فشيئا وهذا امر طبيعى ونطقى فلا الفرح يدوم ولا الحزن كذلك ولا بد للانسان من ان يشرب من كؤوس الحياة جميعها حلوها ومرها طوعا او كرها
وان كان للحزن الم قاس على نفس الانسان ومشاعره فان بلسم مواساة الناس له هو الكفيل بان يرفع عنه ذلك الالم ليدرك ان حكمة الله فى خلق المجتمعات البشرية هى التى انجزت هذا الواقع الاجتماعى الجميل واقع التواصل والتكافل والتعاضد والشعور بافراح الناس واتراحها
والشعور بمن حولنا لا يقتصر على الشعور باهلنا وذوينا بل يتجاوز كل ذلك ليشمل الجيران والاصدقاء والمعارف وكل من لهم علاقة بنا من قريب او بعيد فالخير الذى فى عقل الانسان وضميره اقوى من الشر الذى فى نفسه .