يقول ابن بطوطة : «ليس في الشرق بلدة
تضاهي دمشق في حسن
أسواقها وبساتينها وأنهارها وحسن صور ساكنيها».
وأول ما يلفت النظر في الأحياء الدمشقية القديمة، تلك الجدران العالية
والشبابيك المزخرفة والخصاص المعلقة، والأبواب الخشبية التي لم يزدها
التقادم إلا شموخا ومهابة. حيث البيوت العتيقةمتكئة على بعضها البعض،
وكأنها تروي علاقات أهل الشام الأصيلة والجميلة والحميمة
ويعتبر حي القنوات من اقدم الأحياء التي
نشأت خارج أسوار دمشق القديمة
كانت تسكنه الطبقة الاستقراطية في العهد العثماني..
كما سكنته العديد من البيوتات الشامية التي لعبت دورا
هاما في الحياة الثقافية والسياسية
واقاموا فيها بيوتا تعتبر مثالا للبيت الدمشقي القديم
وبعضها يحمل الى جانب القيمة الاثرية
قيمة تاريخية وثقافية وسياسية هامة
نذكر منها بيت البارودي الذي يحمل الى جانب الاهمية
التاريخية المعمارية اهمية سياسية وثقافية هامة
ففيه نزل الامير فيصل الاول والملك حسين قائد الجيش العربي
وفي دار آل البارودي في القنوات شرع هؤلاء بتأسيس
اول حكومةعربية في بــلاد الشام .
ويقال ان اول بيت عربي شيد في دمشق كان
للخليفة معاوية بن ابي سفيان حيث شيد داره
التي عرفت بدار الامارة
وبقصر الخضراء ايضا نسبة الى القبة
الخضراء التي كانت
تعلوها وكانت الى جوار الجدار الجنوبي
للجامع الاموي الكبير
اذا اردنا ان نصف البيت الدمشقى
نقول العبرة في البساطة الهندسية
والتكوين والتشكيل الخارجي
وروعة ودقة وابداع».
فعند الدخول إلى البيت الدمشقي لابد
من الانحناء للدخول من الباب الصغير
والذي يتكون عادة من مصراع واحد أبدع
الفنان السوري في التفنن بزخرفته،
سواء كانت هذه الزخرفة منفذة بالخشب أو الحديد،
وتعقد فتحة الباب في أعلاها
بقوس مستقيمة وهي الأكثر شيوعاً،
ثم لابد من المسير عبر دهليز ضيق
وطويل يقودك إلى الجنة الغناء القابعة بين
أسوار البيت، وعند الدخول إلى الباحة
الواسعة(أرض الديار)المرصوفة من حجر أبيض وأسود،
مشغولة بذوق وفن بديع،
تقع عيناك على أحواض«الشمشير»وقناديل
القرطاسية الملونة مدلاة على
أحواض الفل والورد البلدي والشب
الظريف، وعرائش الياسمين
التي تنثر مظلاتها على الباحة.
وتتسرب من ضوء الشمس خيوط
رهيفة تلثم العيون والوجنات،
وهذه الفسقية(البحرةالكبيرة)في
الوسط تكسو جدرانها الخارجية
ألواح من الرخام مختلفة الألوان مترعة
إلى الحواف بمائها الصافي،
تستقبل بصفحتها الرائعة رذاذ النافورة
الانيقة الراقصة في الهواء على
وقع زقزقة العصافير المتوارية بين
أغصان الأشجار، وفي فناء البيت
يتربع الايوان أو«الليوان»وهو مكان
واسع تحت إحدى القناطر بين
غرفتين متواجهتين، ويكون عادة
أعلى من مستوى فناء البيت.
يتألف البيت الدمشقي عادة من
طبقات خشبية متعددة متوضعة
فوق بعضها البعض، تشمل على حجرات الاستقبال التي تكون عادة
محاذية للمدخل الرئيس للبيت
وتسمى«سلاملك»وهو مخصص
للاستقبالات ويكون الدخول إليه
من الخارج مباشرة، وغالباً ما كانت
تعقد بين جدرانه الجلسات التي تتناول الحياة السياسية والاقتصادية
والاجتماعية، حيث يستقبل
الضيوف المهتمون بشؤون المدينة.
وتشمل الطبقة الثانية فوقها غرفاً لسكن
الحريم وهو ما يطلق عليه«الحرملك».
أما الطبقات العليا فهي بارزة
نحو الشارع تسندها عوارض
خشبية مائلة، وفي جدرانها خزانات
ومواقد فريدة الشكل ونظام القاعة
المزخرفة الجدران تتوسطها نافورة.
وهي غرفة كبيرة على شكل صليب
ذي ثلاثة فروع معدة للاستقبال، وفي
كل طابق حمام صغير على شاكلة
الحمامات العامة من حيث تنظيمه وتقسيماته،
وتزود غرف الطابق الأرضي
بالعتبة التي غالباً ما تصمم فيها فسقية
ماء وسلسبيل في أحد الجدران
المصنوعة من الرخام الملون الجذاب
يسيل عليه الماء أيضاً، وذلك لأن
غرف الطابق الأرضي جعلت لتأتلف
مع الصيف، بينما جعلت غرف الطابق
العلوي بعيدة عن الرطوبة، وأكثر تعرضاً لأشعة الشمس
وقد صمم البيت الدمشقي بما
يسمح بدخول النور من الواجهات
الثلاث حسب دوران الشمس، خاصة الليوان
الذي لاتنقطع عنه أشعة الشمس إلا في المغيب.
وفي البيت العربي، غالباً هناك قبو
معد للمؤونة فتكون رطوبته حافظا لها.
وتبقى هندسة البيت الدمشقي من
الداخل وتقسيماته الكثيرة المنفذة
بإتقان تثير الدهشة وتتأثر بفلسفة خاصة
توائم بين وظائف العمارة والمناخ
من جهة، وبين جملة المفاهيم الخاصة عن العائلة
والمرأة والحياة الاجتماعية
بما يتوافق مع العادات والتقاليد الاسلامية
من جهة أخرى،وتعيش في
البيت العربي عائلة من ثلاثة أجيال أو أكثر .
ولأن للأصـالة عنـوان وتراث الأجـداد من العراقـة الأصيلة
سأبرز لكم التراث السوري القديم وبعض من الديـكورات التي تميزت
بها البيوت الدمشقية القديمـة
s,vdN hgHwNgi ,hgjNvdo hgpEf j'udl