.تذكر أن يوسف عليه السلام حينما واجه فتنة
النساء، امرأة العزيز ونساء المدينة، حينما واجه تلك
الفتنة لم يدْعُ فقط بالثبات أمام الفتنة بينما هي قائمة تُعرض عليه مرة بعد مرة ويبقى مضغوطًا، بل دعا بصرف الفتنة نفسها {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ} [يوسف: 33]
فدعا ربه أن يصرف عنه الكيد نفسَه من أصله؛ فيزهدن فيه أو ينصرفن لشأن آخر ويغيّر قلوبهن بعيدًا عنه، وهذا هو
الصدق في طلب العفة.
إنه لم يشأ أن يبقى مرغوبًا فيه، وللنفس هنا مجال وتسلل، بل رغب أن تُصرف عنه الفتنة من أساسها، حيث لم يدَع مجالًا ولو ضئيلًا لشيءٍ من
الكذب على
النفس أو شيءٍ من الكذب في الدعوى، إنه الصدق العميق والرغبة الجادة في الطريق والصدق في ترك وإبعاد المعوقات والصوارف، لهذا قال القائل (يوسف أيها الصّدّيق) وأقرّ
الله تعالى هذا الوصف، ووصفه به، ووصفه بالإحسان، وبلّغه المنزل ونال من الملك وكان نبيًا رسولًا، وألقى
الله عليه سلامه في المرسلين.
فانظر كيف صدقك في طلب ما تطلب من عفة وخلق، من جهاد وعزم ومضي في الطريق.. بلّغنا
الله وإياك المنزل.