12-03-2016, 11:01 PM
|
|
|
|
كيف نحلل هذا الموقف ؟
كيف نحلل هذا الموقف ؟
كان أبو عُبَيْدة في الشام يقودُ جُيوشَ المُسلمين من نصْرٍ إلى نصْرٍ، حتى فَتَحَ الله على يَدَيْه الدِّيار الشامِيَّة كُلَّها, فَبَلَغَ الفُرات شَرْقاً وآسْيا الصغرى شمالاً، عند ذلك دهمَ بِلاد الشام طاعون ما عرف الناس مثله قطّ، فَجَعَل يحْصد الناس حصْداً، فما كان من عمر بن الخطاب إلا أنْ وَجَّهَ رسولاً لأبي عُبَيْدة بِرِسالةٍ، بلَّغ أبا عُبيدة وهو في الشام قائِدًا الجُيوش، فكتب إليه يقول:
((إني بَدَتْ لي إليك حاجة، لا غِنى لي عنك فيها، فإنْ أتاك كِتابي هذا، إنْ أتاكَ ليْلاً فإني أعْزِمُ عليك ألاَّ تُصْبِحُ حتى تَرْكَبَ إلَيَّ، وإنْ أتاك كِتابي نهاراً فإني أعْزِمُ عليك ألاَّ تُمْسي حتى ترْكَبَ إلَيَّ))
فَفَهِمَ سيِّدُنا أبو عُبَيْدة ما يريده عمر، واسْمَعوا ما قاله هذا الصحابيّ الجليل(قد علمتُ حاجة أمير المؤمنين إليّ، فَهُو يُريد أنْ يسْتَبْقي ما هو ليس بِبَاقٍ, ثمَّ كتب يقول: يا أمير المؤمنين, إني قد عَرَفْتُ حاجَتَك إلَيّ، وإني في جُنْدٍ من المُسْلمين، ولا أجد بِنَفْسي رَغْبَةً عن الذي يُصيبُهم))
فهو رضي الله عنه ما أراد أنْ يُغادر الجُيوش لِيَنْجُوَ وحْده من الطاعون، ويَهْلك الجُنْدُ هناك،((ولا أريد فِراقهم حتى يَقْضِيَ الله فيَّ وفيهم أمره، فإذا أتاك كِتابي هذا فَحَلِّلْني من عزْمك، وأْذَنْ لي بالبَقاء))
فهو رضي الله عنه كَبُرَ عليه أنْ يأخذ ميزة على جُنوده، فلا بدَّ من أنْ يكونوا هناك لِيُدافِعوا ويفْتحوا،((فلما قرأ عمر الكتاب بكى حتى فاضَتْ عَيْناه، فقال له مَن عنده من شِدَّة ما رأَوْهُ يبْكي: أمات أبو عُبَيْدة؟ قال: لا، ولكنَّ الموتَ قريبٌ منه))
كانَ رحيماً بِجُنوده، وأَبَتْ نفسه أنْ يمْتاز عليهم .
. |
|
|
|
;dt kpgg i`h hgl,rt ?
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:27 AM
|