11-13-2016, 01:30 AM
|
|
|
|
إبن عثيمين الرجل الأمة
كان عدد الطلاب في بداية تصديه للتدريس لا يتجاوز العشرة، وربما ألقى درسه وليس عنده إلا اثنان أو ثلاثة، ويذكر عن نفسه أنه ربما قدم ولم يجد أحداً من التلاميذ!
فصبر وبذل حتى بلغوا المئات في مجلسه.
كان مفرغا نفسه بعد العصر لقضاء حوائج الناس والشفاعة لهم، وإجابة فتاويهم وقسمة تركاتهم ولم يكن يأخذ على ذلك شيئا.
ألقى مرة محاضرات في كلية البنات فأعطاه المحاسب شيكا مقابل ذلك فقال: (تريدني أن أتقاضى راتبا إزاء واجبي تجاه بناتي وأخواتي!).
كان إذا تأخر عن العمل لما كان في (المعهد العلمي) ولو بضع دقائق يثبت ذلك في دفتر التحضير ويكتب أمامه: (بغير عذر).
أهدى له الأمير عبدالله سيارة جديدة فأرجعها مع ابنه عبدالله وأمره أن يشكره ويخبره أنه ليس بحاجة إليها، (مع أن سيارة الشيخ كانت قديمة رخيصة القيمة).
كان دقيقا جدا في الأموال التي يعطاها للتبرعات، سلم مرة عقيل العقيل كيسا فيه مبلغ كبير من التبرعات لإيصالها، ***ا خرج لحقه وقال: (يوجد نصف ريال في الكيس انتبهوا له لئلا يقع!).
من اهتمامه بقضايا المسلمين أنه كان يجمع التبرعات في مسجده للمجاهدين في فلسطين وأفغانستان وكوسوفا وغيرها، ويكلف أحياناً طلابه لإيصال المساعدات لهم.
من جلده على العبادة أنه سافر مرة من عنيزة إلى الرياض ثم إلى مكة، ***ا انتهوا من العمرة أخلدوا للنوم من شدة التعب، فاستيقظ أحد الطلاب في منتصف الليل يقول: (فوجدت الشيخ قائم يصلي، فحاولت أن أقتدي به فصليت قليلا ثم تعبت ونمت وهو باق على صلاته)، وكان مواظبا على قيام الليل لا يتركه حتى في السفر.
من تواضعه أنه ركب مرة سيارة قديمة مع أحد طلابه فتعطلت بهم، فنزل الشيخ بنفسه ودفع السيارة حتى تحركت واشتغلت ثم ركب.
كان سريع الرجوع للحق والاعتراف بالخطأ إذا بدر منه، ففي إحدى خطبه ذكر فضائل قراءة سورة الفاتحة عند النوم، فنبهه أحد طلبته بعد الصلاة أنه سها في الخطبة وأن الفضائل لآية الكرسي، فأخذ الشيخ الميكرفون ونبه الناس أنه أخطأ في ذلك.
من احتسابه أنه دعي لإلقاء محاضرة في إحدى المؤسسات الرسمية، فوجد صورة كبيرة في المنصة بشكل فيه تعظيم لا يليق، فطلب إزالتها فرفض المسؤول ذلك بشدة، فتوجه الشيخ لأقرب مسجد فتبعه الناس وألقى محاضرته فيه.
أرسل له أحد طلبة العلم تنبيهات على بعض الأحاديث التي صححها الشيخ أو ضعفها، ففرح بها وكتب له رسالة يشكره فيها ويذكر سبب تصحيحه أو تضعيفه، ثم طلب أن يزوره فأكرمه ورحب به.
من طرائفه أنه خرج مرة من محافظة البدائع فوجد رجلا كبيرا في السن في الطريق فأركبه، ***ا وصلوا عنيزة قال الرجل: أريد أن تذهب بي للشيخ ابن عثيمين، فقال الشيخ: لماذا لم تسأله عندما قابلته في البدائع؟ فقال: لم أقابله! فقال الشيخ: رأيتك بعيني تتحدث معه هناك! فقال الرجل: أنت تضحك على رجل أكبر من أبيك، لم أقابله أبدا.
فقال الشيخ: صل في هذا الجامع فهو إمامه، ***ا انصرف الشيخ من الصلاة تفاجأ الرجل أنه هو فقام إليه وقبل رأسه وجعل يدعو له وهو يبكي.
من شدة اغتنامه للوقت أنه كان يأتي للمسجد على قدميه، وكانت بيته بعيدة فكان يستغل ذلك بأن يقرأ الطلاب عليه، أو يجيب على بعض الفتاوي، وفي السفر كان وقته بين قراءة أو صلاة أو يقرأ عليه بعض الكتب ويعلق عليها.
ألقى الشيخ ما يقرب من (2250 خطبة)، وترك أكثر من 115 مؤلفاً، وآلاف الساعات الصوتية من محاضرات ودروس وفتاوي، وحج (31 مرة) وكان يبذل جهدا كبيرا في الحج، فجميع وقته فيه للدروس والإفتاء والعبادة، ولا ينام إلا قليلا.
حضر عنده مجموعة كبيرة من الاتحاد السوفيتي في الحج، ***ا انتهى قام أحدهم وكبر وكبروا خلفه، ثم قال: هؤلاء تلاميذك يا شيخ، درسوا كتبك في الأقبية حين كانوا يمنعون من إقامة الدروس.
في شدة مرضه بالسرطان كان يجيب الأسئلة على الهاتف، ويطلب معاملات الناس وهو في المستشفى ليقضيها، ثم طلب أن يلقي درسه في عشر رمضان الأواخر في الحرم وأصر على ذلك، فانتقل معه الأطباء وكان يلقي الدرس والأجهزة والأكسجين على جسمه!
هل يوجد الان گإبن عثيمين
أين أولئك الذين ينادونهم بعلماء السلاطين !!
مختصره من كتاب: (الجامع لحياة ابن عثيمين)، تأليف: د. وليد الحسين
هذه خلاصة مختصرة عن الشيخ رحمه الله، ومن أراد الاستزادة فعليه بالكتب التي ألفت عنه
Yfk uedldk hgv[g hgHlm hgv[g
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
6 أعضاء قالوا شكراً لـ شموخ وايليه على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:47 PM
|