11-12-2016, 10:53 AM
|
|
|
|
|
فساد من نوع آخر !!
فساد من نوع آخر !!
يثير الجدل كثيرا ، ويرفض دائما ، ويستهجن من الجميع فيما أظن ، لكنه يمارس ويقترف بطرق مختلفة كثيرا منها غير قابل للاكتشاف!
وليس بالضرورة أن يكون في كل مراحله ماديا ملموسا من الذي يدس في الجيوب مثلا !! لهذا يشعرك الفساد وكأنه كائن حي يأكل ويشرب ويتكاثر ويقاوم! يمكنه أن يتحدث ويسمع ويمد لسانه أيضا ! كما يحكي بطولاته التي تتشكل بخفاء وتحت الطاولات السميكة! ويعلن عن نفسه لدى مقترفيه فحسب! ويمكن أن يكون بريئا للدرجة التي يصبح فيها نزيها تماما، حين يبرر المفسد لنفسه هذا الاقتراف فيرتاح ضميره (إن وجد) ويسلم من تأنيبه (الذي لا يحدث كثيرا) فينام قرير العين بمكاسبه الفاسدة.
ومنذ غاب الإحسان أو بدأ يغيب بمفاهيمه كلها سواء ما تعني مراقبة الله تعالى لك وكأنه سبحانه يراك ، أو الإحسان للآخرين بالقول والعمل ، أو إتقان العمل وإحسانه، ظهر الفساد بأنواعه البائسة.
والمتأمل لأنواع الفساد وأمكنته يحار وتخور قواه غير أن فسادا من نوع آخر لا يصنف ضمن أنواعه المعروفة والتي يسلط عليها الضوء خاصة المادي منها لكن تأثيره يكاد يكون أقوى من الفساد المعروف ، لأنه يلوث النزاهة الإنسانية أو الحد الأدنى منها، هذا الفقد للصفاء في العلاقات (ولن نقول المحبة باعتبارها أرقى درجات العلاقات الإنسانية) لكن على الاقل تسلم علاقاتنا من الحسد وتمني زوال النعم وسوء الظن واحتقار وصول الشخص لأي درجة من النجاح والهناء الحياتي!
لم فقدنا ذاك السلام الداخلي مع الآخرين؟ ومع الذين نقابلهم دائما في محيط العمل والأسرة؟ وأي بيئة نقابل فيها غيرنا من الناس؟ لم لم تعد العلاقات تبنى على أرضية جادة سوية ، أصبحت تقابل كما من العالم بين متلون، مدعي ، متفلسف (يفسد) عليك واقعك ومحاولتك التشبث بتفاؤل ومزاج عال للعيش وأداء مهامك الحياتية (والعملية من أهمها) ، يأتيك من يحبطك ويقلق وقتك ويجعلك غير قادر على التركيز بين إساءة الظن وتصديق نفسه كأن الظن أصبح حقيقة للدرجة أن يبدر منه ردات فعل حقيقية تبعا لذلك!
كم من التناقض الذي نقابله في الشخصيات نحسبها أنقى من ذلك بكثير وتأتيك صدمة الاكتشاف بممارستها لهذا الفساد ، كيف تكافح وهي خفية تستشري وتتعمق بحيث لا ترى بالعين المجردة ؟ هل الحل بالهرب منها ؟ أم مواجهتها ؟أم التعايش معها ( والشكوى لله) والقبول بالأمر الواقع رغم الفساد الذي تحدثه وتأثيرها السلبي على العطاء الذي تبحث عنه؟ لا أحد يزكي نفسه ويدعي الكمال لكن الذين يثيرون مثل هذا النوع من الفساد الخفي يؤثرون بشكل سلبي سواء علموا أم لم يعلموا! صدقوا أم لم يصدقوا لكنهم مفسدون على أية حال.
نسأل الله تعالى سلامة الصدر والرضا بما قسمه سبحانه لنا.
tsh] lk k,u Nov !!
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ عنود على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 04:40 AM
|