11-12-2016, 05:14 AM
|
|
|
|
|
هُنا يسكن الألم !
( بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ) نطقت بها وأنا أركب السيارة بعد خروجي من الجامعة .تحرك السائق بالسيارة لكن ليس باتجاه المنزل
استغربت الأمر لكن سرعان ماتذكرت باني خرجت اليوم مبكرا عن الوقت المعتاد وهذا الوقت هووقت خروج أختي من المستشفى بعد أن تنتهي الغسيل الكلوي
الذي يجرى لها ثلاثة أيام في الأسبوع , عصفت بي الأفكار وأخذتني الخواطر وكان أغلبها أحلام وأماني وطموحات لم أشعر بنفسي
إلا ونحن أمام المستشفى وعند المبنى المخصص لمرض الفشل الكلوي. أخذت أتامله وأتابع بنظراتي الخارجين منه
وكانوا كثر لأن هذا الوقت هو وقت خروج أغلب المرضى كما ذكرت لي أختي في إحدى المرات.
يا إلهي أجساد عاث بها المرض,وأرواح بائسه,وعظام واهنه . كان الممرضين والممرضات يخرجون المريضات اللاتي قدمن أهاليهن لأخذهن
على مقاعد متحركه وبعض المريضات ومنهن أختي يقاومن الألم ويفضلن الخروج على أقدامهن.كن هؤلاء المريضات يمشين ببط شديد نحو سياراتهن
وحين تقترب إحداهن من سيارتها تستند مباشره عليها وتكمل خطاها باتجاه الباب وهي تتكأ على السيارة.أذكر أن أختي يوما قالت لي بان المريضات
في عمر الزهور يفضلن غالبا المشي رغم إنهاك أجسادهن أما الكبيرات في السن من المريضات لا يصبح لهن حيله بعد هذا التعب والإنهاك
إلى الالتجاء إلى المقاعد المتحركه التي يدفعها الممرض او الممرضه في اغلب الاحيان لفت انتباهي بين مجموعة المقاعد المتحركه
إمرأه كان يدفعها قريبها الذي أتى ليأخذها ,يا الله كم حمل قلبي له من التوقير والاحترام ظللت أراقبه حتى وصل بها الى السياره
ثم فتح الباب واعانها على القيام والركوب أو بالأصح حملها واركبها,هنيئا له كم هو في خير عظيم, حزنت كثيرا لحال هؤلاء المريضات
خاصه حين تذكرت أن أختي كثير ما تحدثني عن حياتهن الخاصه فتاره تخبرني بان إحداهن أصيبت بالمرض فجأة ولم يكن من زوجها المخلص الوفي
إلا أن أعادها إلى بيت أهلها بعد أن عاش معها وهي في حالة الصحه أكثر من خمس عشرة عاما
انجبت له خلالها ثلاثة أبناء والحجه (ابغى وحده تهتم فيني مو انا اهتم فيها ) وتاره تخبرني أختي عن تلك المسنه التي تعاني كثيرا
من أبنائها, فهي لا تذهب ولا تعود من المستشفى إلا بعد مكالمات مطوله لجميع أبنائها وكل واحد منهم يخبرها
بأنه هو من ذهب بها الى المستشفى المره السابقه وانه مشغول الآن وتارة أخرى تكشف لي أختي عن معاناة بعض صويحباتها الشابات
مع أهاليهن ومع المجتمع بشكل عام الآلام لاتنتهي في حياة هؤلاء البؤساء. لم يكن قسم الرجال يقل شقاء وحزنا
عن قسم النساء فحين وجهت نظري إلى الجهه المخصصه من المبنى لذكور مرضى الفشل الكلوي علمت أن الحال
قد يكون أشد الما وحيث أن ليس هناك حجاب يحجب علامات التعب على الوجه والجسد فقد كانت فرصه معرفة المعاناه
أكبر رأيتهم شباب بكامل النضج والفتوه يخرج أحدهم بخطى مثقله الى سيارته ثم يلقي بجسده المنهك
على مقعد السياره ويبقى دقائق يستجمع بها ماتبقى من قوته إن بقي شيئا ليقود سيارته الى المنزل ,المنزل الذي ينتظر به أمه المشفقه عليه
وأبناءه الذين يعانون فقد أمهم التي رحلت وهي تردد (ليش افني عمري مع واحد مريض ولو كنت أنا المريضه
كان من زمان رماني في بيت أهلي بعدين أنا باقي شابه وألف واحد يتمناني )
لم يكن يخرج من قسم الرجال سوى القليل من الشباب أما الأغلبيه فهم كبار السن على مقاعد متحركه.سائني كثيرا منظر احدهم
الذي لم يتنازل ابنه أن يخرج من السياره ليدفعه بدلا عن الممرضه حتى انه وصل إلى باب السياره وأصبح يحتاج لأحد يعينه على الركوب والذي
لم يزل كبريائه لا يسمح له أن يغني والده عن أن تمس جسده (الممرضه!!)أركبت الممرضه الشيخ المسن السياره
وقاد الابن السياره بسرعه وقد أشعل سيجاره ينفث سمومها على أبيه
مكان يضج بانين احتضار السعادة
مكان استعمره الالم و أحكم سلطته وقبضته عليه حتى حجب شمس الأمل ونور الحياة عنه
مقطوف ..
iEkh ds;k hgHgl ! hglNx da;, iEkh
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ ضوء القمر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 10:44 PM
|