11-11-2016, 05:36 PM
|
|
|
|
السيدة مريم عليها السلام
السيدةمريم عليها السلامالحمد لله رب العالمين له الفضل وله النعمة وله الثناء الحسن، صلواتالله البـر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى جميعإخوانه من النبيين والمرسلين وءال كل وصحب كل وسائر الصالحين.
وبعد، السيدةمريمعليها السلام أم النبي عيسى المسيح هي أفضل نساءالعالمين وهي إمرأة جليلة عفيفة طاهرة، صبرت على أذى قومها، وكانت تقية عارفة باللهتعالى فقد أكرمها الله عز وجل بكرامات ظاهرة، واصطفاها من بين جميع النساء، لتكونأمًّا لنبيه عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر.
والسيدة الجليلةمريم عليها السلام هي أفضل نساءالعالمين بنص القرءان الكريم فقد قال الله عز وجل في محكم تنـزيله:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِوَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}، فقوله تعالى: اصطفاك؛ أياختارك واجتباك وفضلك.
وبنص الحديث النبوي الشريف فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:" وخير النساءمريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثمءاسية بنت مزاحم"
ولادة السيدةمريم عليها السلام
أما ولادة السيدةمريم عليها السلام ونشأتها، فقد كانت أمها واسمها حنة وهيامرأة عمران، لا تلد فرأت ذات يوم طيرًا يزق فرخه، فتحركت فيها عاطفة الأمومة، وطلبت من الله عز وجل أن يرزقها ولدًا صالحًا، ونذرت أن تجعله خادمًا في بيت المقدس، لأنها كانت تظن أنه سيكون ذكرًا، ولأن الذكر عادة يصلح للإستمرار على خدمة بيتالمقدس موضع العبادة، ولا يلحقه عيب بذلك.
لكن الله تبارك وتعالى شاء لحنة امرأةعمران أن تحمل بأنثى، تكون سيدة نساء العالمين، وأمًّا لنبي من أولي العزم من الرسل وهو عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام.
ولما ولدت امرأة عمران مولودتها الجديدةأسمتهامريم، وتولاها الله سبحانه وتعالى برحمته وعنايته وشاء الله عز وجل لنبيه زكريا عليه السلام، وكان زوج أخت مريم، أن يتكفلها دون غيره من الرجال.
فكان زكريا عليه السلام يعلمها تعاليم دين الإسلام والأخلاق الحسنة وينشئها على الأخلاق الفاضلة، فنشأتمريمعليها السلام صالحة عفيفة، طاهرة،عارفة بالله عز وجل، وتقية وولية تداوم على طاعة ربها عز وجل ءاناء الليل وأطرافالنهار.
فأكرمها الله سبحانه بالكرامات الظاهرة التي كانت ءايات عجيبة دالة على عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى، فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يرى عندها في المحراب، وبعد أن يغلق عليها أبواب المسجد، كان يرى فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهةالشتاء في الصيف، كرامة لها من الله عز وجل، يقول الله تعالى:{ فَتَقَبَّلَهَارَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاكُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَيَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَيَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
وكان أمين الوحي جبريل عليه السلام لماجاءمريم عليها السلام حاملاً روح نبي الله عيسى المسيح المشرف المكرم، فنفخه في جيب درعها، وكان مشقوقًا من قدامها فدخلت النفخة فيصدرها، فحملت من وقتها بقدرة الله ومشيئته، بعيسى عليه السلام وتنفذت مشيئة اللهتعالى فيمريمعليها السلام، كما شاء ربنا تبارك وتعالى وقدر في الأزل.
واستمر حمل مريم عليها السلام بعيسى المسيح كحمل بقية النساء، بعدد من الأشهر، ثم تنحت مريم عليها السلام بحملها إلى مكان بعيد عن الناس، خوفًا من أن يعيرها الناس بولادتها من غير زوج وبعد أن صار بعض الناس من قومها يطعنون بعفتها وشرفها، ويطعنون في نبي الله زكريا عليه السلام، الذيكان يكفلها ويشرف على تربيتها، وتعليمها أحكام دين الإسلام، حتى تضايقت مريم عليها السلام من كلامهم تضايقًا شديدًا، فصبرت على مصيبتها صبرًا جميلاً، ولما حان لمريم عليها السلام وقت وضع حملها الجديد، جاءهاالمخاض وهو وجع الولادة الذي تجده النساء عند الوضع، فألجأها هذا الألم إلى ساقنخلة يابسة، فأسندت ظهرها إلى جذع تلك النخلة وقد اشتد همها وكربها وقالت:" قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا".
وهنا جاءها الفرج واليسر بعد العسر، فقد جاءها الملك جبريل عليه السلام أمين الوحي بأمر من الله تعالىفطمأنها وناداها من مكان منخفض، من المكان الذي كانت فيه " أَلَّا تَحْزَنِي ".
وكان الحزن قد انتاب مريم عليها السلام بسبب أنها ولدت من غيرزوج، وبسبب جدب المكان الذي وضعت فيه مولودها الجديد عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام، فطمأنها جبريل عليه السلام وبشرها، بأن الله عز وجل قد أجرى تحتها نهرًا صغيرًا عذبًا فراتًا، وأنه يطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني،وأن تأكل وتشرب مما رزقها الله عز وجل، وأن تقر عينها وتفرح بمولودها الجميل عيسى عليه السلام، وأن تقول لمن رءاها وسألها عن ولدها إنها نذرت للرحمن أن لاتكلم أحدًا؟
وبعد أن ولدت السيدة الجليلةمريم عليها السلام مولودها الجميل عيسى صلى الله عليه وسلم، انطلقت به إلى قومها، وكان قومها قد انطلقوا يطلبونها ويبحثون عنها، فلما رأتهم من بعيد، حملت ولدها عيسى عليه السلام، وضمته بين ذراعيها برأفة وحنان، ثم أتتهم به، وهي تحمله، وكان ذلك بعد أربعين يومًا من ولادتها له، فتلقتهم به وهي تحمله وقلبهاكله ثقة وتوكل على الله عز و جل.
وحين كلمها قومها في شأن مولودها الجديد أشارتالسيدةمريمعليها السلام إلى ولدها عيسى المسيح أنكلموه فتعجبوا من ذلك وقالوا لها مندهشين"كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا "فأنطقه الله تبارك وتعالى، الذي أنطق كل شىء، أنطقه الله تعالى فقال لهم بلسانفصيح:"قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ" أنطقه الله عز وجل ليخفف عن أمه مريم عليها السلام الوطأة.
فهذه صورة مشرقة عن قصة السيدة الجليلةمريم عليها السلام مع ابنها عيسى المسيح صلى الله عليه وسلم، تلك المرأة الصالحة التقية الصديقة العارفة بالله سبحانه وتعالى، والتي انقطعت لعبادة ربها وخالقها عز وجل وكانت خير مثال للمرأةالتقية، التي تحملت المصائب من قومها بنفس راضية مرضية، غير معترضة على ربها، حتى نالت هذه المنـزلة عند خالقها فكانت سيدة نساء العالمين، لذلك ذكرها الله تعالى باسمها في القرءان الكريم من بين النساء، وأثنى عليها الثناء الحسن.
فكم هو حري بالنساء في كل زمان ومكان وعلى مر الدهور والأجيال أن يقتدين بالسيدة الجليلةمريم عليها السلام ويتخذنها قدوة حسنة في حياتهن وسلوكهن، ليكتسبن المعالي والدرجات العالية.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرحمنابرحمته الواسعة ويرزقنا حسن الختام بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وءاخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين. |
hgsd]m lvdl ugdih hgsghl hgsghl hgsd]m
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ ملاك الورد على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:13 AM
|