سور المعجازين
إن أطرف وأغرب مكان في مدينة طنجة، هو سور (المعكازين) أي المعاكيز (الكسالى)، الذي يتجمع فيه السكان والزوار، أو يجلسون متناثرين في ساحته للدردشة، أو للتطلع إلى الضفة الأخرى، وراء البحر، حيث تتراءى اسبانيا من بعيد، إذا كان الجو صحوا، تضم منظارين بلون أزرق و مدفع قديم ما زال ماثلا للعيان، شاهدا على مرحلة تاريخية، كان له فيها دور الدفاع عن المدينة أيام الحروب.
صورله قديما
"السوق الكبير"
القلب النابض للمدينة وروحها، سيجد هنا الزائر كل شيء من مقاهٍ ومطاعم شعبية، ومتاجر ملابس تقليدية وحرفيين. لا يخلو من الحركة كالسوق الصغير الموجود على بعد خطوتين منه، وروائحه تجلب كل باحث عما هو حقيقي وأصيل. تحيط بالسوقين مساجد وساحات للراحة، أو مقاهٍ ومطاعم مختصة بالطبخ المغربي.
صورة له قديماا
"السوق دبرا" أو السوق الكبير لطنجة، كان في فتراته الماضية هو الموضع الاكثر شهرة بطنجة، وهو المكان الذي يستقطب المبدعين من مختلف المشارب، ويكاد يحضر كمكان بارز في كل الاعمال التي تناولت طنجة سواء في الكتابة أو الرسم أو حتى فن التصوير الفوتوغرافي.
وفي مجال الرسم، فإن هذا المكان يحضر في العشرات من اللوحات التشكيلية التي رسمها رسامون عالمية كبار زاروا طنجة في مختلف الفترات التاريخية، خاصة منذ العقود الاولى من القرن التاسع عشر، أي مع بداية تسرب الاوروبين إلى المغرب.
ومن بين اللوحات الشهيرة والجميلة لهذا السوق الفريد، ندرج هنا لوحة الرسام الويلزي كريستوفر ويليامز الذي رسمها في زيارة له إلى طنجة قادما من رحلة طويلة زار فيها عددا من البلدان في العقد الثاني من القرن العشرين، وتحمل عنوان "السوق الكبير، طنجة".
سينيماتك طنجة
ما زالت طنجة تحافظ على أهميتها الثقافية وتتفوق على مدن عدة في ذلك. تحتضن أهم المهرجانات السينمائية، وتشكل وجهة لفنانين وقادة ثقافيين ساهموا في تطوير المدينة، كالفنانة "يطو برادة"، مصورة فرانكوـ مغربية أسست أهم مشروع ثقافي في المدينة: سينيماتك طنجة
الطنجاويات أيام زمان لم يكنّ من دين واحد ومن ملامح واحدة ومن ملابس واحدة، بل كنّ من ملل
ونحل ومشارب مختلفة، يجمعهن شيء واحد، وهو أنهن طنجاويات روحا وجسدا.. قلبا وقالبا.
في هذه الصورة، التي التقطت بطنجة أربعينيات القرن العشرين، تظهر هذه الحقيقة غاية في الوضوح. ففي الصورة طنجاويات مسلمات ومسيحيات ويهوديات، وكلهن تظهر عليهن علامات الارتياح لبعضهن البعض، بل حتى الملامح لا تبدو مختلفة كثيرا.
في الصورة تبدو عدد من الراهبات المسيحيات بلباسهن الأسود الذي يغطي الرأس والجسد، وإلى جانبهن تبدو طنجاوية مسلمة بجلبابها الأسود ولثامها الأبيض، الذي يكاد يطابق لباس الراهبات، وفي الوسط طنجاويات يهوديات، وهكذا دواليك..