10-19-2016, 05:43 AM
|
|
|
|
|
الارتياب من التجديد !
"حين تصبح متنوراً لن تصبح إنساناً جديداً فقط، وبالطبع لن تكسب شيئاً.
بل ستخسر الكثير، ستخسر القيود والموانع، وستخسر البؤس وأشياء كثيرة أخرى، التنوير هو الخسارة، وحين لا يبقى شيء تخسره تصل مرحلة القناعة،
حالة الصمت المطبق، الذي يمكن أن يسمى التنوير"
الجديد تحت الشمس، ولكن (لا جديد تحت الشمس) هي العبارة المتفق عليها تلقائياً
حيث تتردد دوماً على الألسنة، وقد قيلت في مناسبة وفي عصر مختلف عن العصر الحديث الذي لا يخلو يوم أو ساعات من يوم
إلا وتسمع وتشاهد عبر وسائل التواصل الحديثة من الأخبار الجديدة الكثير، وهذه الأخبار طبعاً تحت الشمس،
فالعالم ينتج الموجب والسالب من الأخبار في شكل متواليات يدفع بعضها بعضاً؛ فالاختراعات،
والتفكير في المشاريع، وما يجري من كوارث طبيعية، أو حروب، ومناوشات، وتقلبات سياسية،
وأفكار متباينات تنبع دون سابق إنذار، إذ تسمع بمسمى لم يكن في الحسبان ظهر اليوم ثم تلاه آخر،
ولكن ما يناقضه جاهز،
وهي حركة دؤوب تدل على تنامي الحياة حيث اكسيرها التمدد طولاً وعرضا بما تضيفه من بشر يتناسل بين ثانية وأخرى،
و
بتقدم وسائل تنمية الإنسان جسدياً والارتقاء والتنوع في مكتشفات وسائل الصحة والطب، ولكل ما يساعد على النمو السكاني،
كذلك الدفع بالمخترعات التي تتلاحق من العقليات التي أتت مع الجديد لتضيف وتبتكر.
إذاً الجديد ديدن الحياة ويتطلبه الواقع ومن ذلك يكون هناك ما يتوافق مع الواقع والوقائع التي تمليها حركية التطور والنماء، فالمستجدات تتلاحق، وتلقى القبول، وهي المستجدات في المخترعات ولاكتشافات والتقنية المتقدمة،
ولكن المستجدات الفكرية تكون عرضة للارتياب عند البعض لعدم الالفة عليها وعدم إدراك ما تنطوي عليه، والعالم الواعي يقبل ويزف ماقبله إلى الأماكن المحتاجة، وهي المستريبة مما جد،
لكن عند المواجهة وإدراك المؤثرات التي أحدثها الجديد في المجتمعات العاملة على الإنتاج في مجال التنوير العقلي بما تنتج من تقنية وما تسجل من معارف وعلوم تضيف إلى الحياة الحركة والنمو والتطلع إلى المستقبل وما يمكن أن يستوعب من المعارف والمخترعات،
فإن حالة الارتياب تبدأ في التلاشي على قدر ما تستوعبه العقول المستمدة معرفتها مما يقدمه المساهمون في التنوير من الكتّاب، والفنانين، والتقنيين، وخاصة من يسجل إيجابيات المستجدات، وهم التنويريون من أصحاب الأقلام العاملة على تغذية العقول بما يفيد.
وعندما يكون التقبل للجديد من قبل الأمة فإنها تثبت على قدرتها أنها تقف على قاعدة صلبة قابلة لتحمل البناء لأدوار عديدة تسمو بها وتعلو، والإنسان في حالة تلقي الجديد يشعر بمعنى الحياة،
ويفلسف هذا المعنى بأنه إطار يتسع حسب المقاييس التي يتلقاها من الفاعل ويكون دليل استيعاب على القيمة الإنسانية للفرد الذي هو نواة المجتمع والأمة، وبتكاثف الجهود مجتمعة ممن يقدمون المساهمات الفعالة في الرقي والتنوير،
فمن طبيعة الإنسان الفضول المعرفي، فهو يسأل ويناقش،
ومتى (اقتنع / لم يقتنع)، فهو يفعل إما سلباً في حالة عدم الاقتناع، أو يضيف على الإيجابية ما يساندها لكونه قد عرف المراد ومن ثم يتوجه بماعرف لمن يماثله ويقبل منه،
ويحاول في الآن ذاته أن تصل اقناعاته إلى اللا مقتنع بما يقدمه له من نماذج إيجابية تبرهن على أن قطار الحياة يسير بسرعة توجب الملاحقة،
فهذا القطار يحمل المنافع البناءة لمجتمع يعيش حياته وسط العالم المتحرك والمتطور بأوقات متقاربة، وكلها من أجل خدمة الإنسان على الأرض في كل أنحاء العالم.
مهما قامت من فتن وتشعبت المشاكل في الكون، فإن الإنسان الحق مهما كان موقعه يبحث دوماً عن الأفضل
وما يوفر له العيش والأمن، وأن يكون سعيداً بإنسانيته وما قدم من أجلها فالتنوير على قدر العطاءات المتمكن منها مَنْ همه النظرة للآخر كما يَنْظُر إلى نفسه.
hghvjdhf lk hgj[]d] !
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:58 AM
|