هل تساءلت يوما لماذا أنت- أيتها المرأة- الطرف الأكثر اهتماما بعلاقتك مع زوجك، وفقا لصحيفة انديان إكسبرس فقد نشرت دراسة تقول: إن النساء هن الأكثر ميلا للتقرب من شريك حياتهن، وغمره بالعواطف، بعكس الرجال الذين يهتمون بالقدر نفسه، لكن بطريقة مختلفة. وبحسب هذه الدراسة تُظهر المرأة بشكل عام حبا وعطاء مفرطا في علاقتها مع شريك حياتها، أكثر بكثير من الرجل الذي يميل لأن يكون أكثر تحفظا واستقلالا في علاقته العاطفية مع زوجته. وعندما ننظر لأي علاقة زوجية، نرى المرأة دائما هي التي تبادر لإصلاح أي خلل في زواجها، وهي التي تتنبه أولا لأي فتور قد يطرأ في حياتهما، وهي من يبحث في كتب العلاقات بحثا عن أجوبه ترضي فضولها بخصوص حياتها الزوجية. وتعتبر المرأة مهيأة فطريا للقيام بهذا الدور، فقد وهبها الله الكثير من الأحاسيس والمهارات، التي تمكنها من تلبية احتياجات زوجها، واحتضان هذه العلاقة، وحمايتها من أي شائبة قد تكدر صفو أجوائها. وخلق الله الرجل ليكون الراعي والداعم الأول لأسرته، وهذا لا يعني عدم اكتراثه بعلاقته مع زوجته، لكن هو بهذه الطريقة يظهر محبته واهتمامه بها. وقد يكون انشغال فكر الرجل بمصدر رزقه، وحرصه الدائم على توفير اللازم لأسرته؛ سببا وراء بعده العاطفي عن زوجته. تتملك المرأة في فترة ما من علاقتها بزوجها، رغبة في تغييره للأفضل، وقد تسأل نفسها ما هي الطريقة المثلى لجعله أكثر اهتماما وحرصا على علاقته معها، إذا كنت واحدة من هؤلاء النساء، قد تفاجئك الإجابة بأنه يجب عليك تقبل شريك حياتك وعدم التفكير في تغييره ولا حتى محاولة ذلك. وفقا لموقع Inside Out Empowerment فإن لدى كلا من المرأة والرجل أمورا مشتركة، أهمها: أن لديهما صفات فريدة من نوعها، وهي موجودة فطريا في شخصية كلاهما، وهذا لا ينفي أن ظروف الحياة ومستوى الثقافة ومدى تطور الإنسان تؤثر بشكل كبير على هذه الصفات، لكن جميعنا مولودون بخصائص ومهام محددة مسبقا بكوننا رجل أو امرأة وعادة ما تكون هذه الخصائص ثابتة عند كل البشر. أما النظرة المنتقصة لشريك الحياة ورؤيته على أنه غير كفؤ مما يدعوك لتغيير طباعه، فتعد أكبر مهدد لاستمرار العلاقة الزوجية. وهذا لا يعني أن الإنسان لا يمكن تغييره، لكن يجب أن تكون الرغبة في التغيير نابعة من الشخص نفسه، وليس من شريكه. الحقيقة بسهولة هي أن المرأة والرجل مختلفان على مستويات عدة فطريا وعاطفيا، ولدى كلاهما نظرة مغايرة للعلاقة العاطفية، لكن كلاهما يهتم بمصلحة هذا العلاقة بطريقة مختلفة. تميل النساء في مقتبل حياتهن على التركيز في رغبتهن على تأسيس حياة زوجية، وإنجاب الأطفال، والعناية بشريك حياتهن، وهذا لا يمنع أن تكون للمرأة مهنة، لكن عادة ما تكون في آخر سلم أولوياتها بعد بيتها وعائلتها. بينما نجد الرجل في هذه المرحلة من حياته منشغل بشق طريقه في هذه الحياة، ويبحث عن مهنة تلاءم طموحاته الكبيرة وهذا لا يعني أنه غير مبالي بتكوين حياة أسرية، لكن قد لا تكون من أهم أولوياته في هذا العمر. قد تتغير هذه الاهتمامات، وتنقلب الأدوار بين المرأة والرجل عندما يبلغون منتصف العمر، وبعد أن يغادر الأولاد المنزل قد تشعر المرأة بأنه فاتها الكثير من الوقت، وضحت بنفسها حتى تربي أولادها، وحان الوقت لتتفرغ قليلا فنراها قد تعود لمقاعد الدراسة، حتى تحقق حلما قديما، أو قد تؤسس مشروعا خاصا بها، يوفر لها الاستقلالية المادية، بينما يشعر الرجل بأنه استنزف طاقته في السباق لتوفير مطالب الحياة التي لا تنتهي، ويشعر بفقدان وجود أولاده، وأنه حان الوقت ليهتم بشريكة حياته، ويجدد تواصله معها. هذا الاختلاف في الأدوار هو ما يجعل العلاقة العاطفية مشوقة. تخيلي أن تكونا على نفس الجانب في العلاقة، فبالتالي سيستحيل أن تستطيعا إكمال بعضكما، والوصول للرضا الكامل. وأخيرا: عليك أن تستوعبي هذه الاختلافات، وأن تحتضنيها وتقدري إيجابياتها. ولا تنسي أن تشعري زوجك بهذا التقدير لمجهوده، وهو بالمقابل يفعل الشيء نفسه، مما يسمح لكلاكما أن يكون على طبيعته ويظهر أفضل ما لديه.