نرجوا بيان قول الامام عليه السلام (خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُم .....) السؤال :
نرجوا بيان قول الامام عليه السلام(خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ) . الجواب :
أعتقد أنّ الإنسان إذا أراد أنْ يخالط الناس بهذه الطريقة التي وصفها أمير المؤمنين عليه السلام فعليه أن يكون حكيماً، والسبيل إلى ذلك كما قال الشاعر: وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريمِ ادِّخارَهُ ***** وأُعْرِضُ عن شتمِ اللئيمِ تكرُّما
فقد قال فيه الشرّاح :
١- هذا بيان جامع لأدب المعاشرة و الخلطة مع الناس ، و المقصود أن تكون المخالطة ودّيّة و على قصد الاعانة للناس و جلب قلوبهم و التفاني في مصالحهم بحيث يحسّوا من فقده فقد محبّ و معين فيبكوا من فقده و فراقه ، و إذا كان حيّا يشتاقون إلى لقائه . [١]
٢- فرق بعيد بين النفاق و حسن المعاشرة ، فالنفاق أن تضمر البغض و تظهر الحب ،أما حسن المعاشرة فهي أن تحسن و لا تسي ء ، و تحب و لا تكره ، و تعين و لا تخذل . . و بهذا تكون محبوبا عند الناس يبكون عليك ان مت ، و يحنون عليك ان غبت . قال سبحانه ( و قولوا للناس حسناً) [٢] .
وقديما قيل :
أحبب لغيرك ما تحب لنفسك . . ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف .
ومن أقوال الإمام : أسوأ الناس حالا من لم يثق بأحد لسوء ظنه ، ولم يثق به أحد لسوء فعله . و قال : القريب من قربته الأخلاق ، والغريب من لم يكن له حبيب . [٣]
٣- وفي الحديث الاول من الباب الاول من كتاب العشرة من الكافي ٦٣٥، معنعنا عن الامام الصادق (ع) قال: (عليكم بالصلاة في المساجد، وحسن الجوار للناس واقامة الشهادة وحضور الجنائز، انه لا بد لكم من الناس، ان أحدا لا يستغني عن الناس حياته، والناس لابد لبعضهم من بعض) .
وفي الحديث الثاني من الباب معنعنا عن معاوية بن وهب قال: قلت: لابي عبد الله عليه السلام: كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وفيما بيننا وبين خلطائنا من الناس ؟ قال: فقال: (تؤدون الامانة إليهم وتقيمون الشهادة لهم وعليهم وتعودون مرضاهم وتشهدون جنائزهم) .
وفي الحديث الثالث من الباب معنعنا عنه (ع): (عليكم بالورع والاجتهاد، واشهدوا الجنائز، وعودوا المرضى، واحضروا مع قومكم مساجدكم، وأحبوا للناس ما تحبون لانفسكم أما يستحيي الرجل منكم ان يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره ).
وفي الحديث الرابع من الباب معنعنا عن معاوية بن وهب قال: قلت له: كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا. قال: (تنظرون الى أئمتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون، فو الله انهم ليعودون مرضاهم، ويشهدون جنائزهم، ويقيمون الشهادة لهم وعليهم، ويؤدون الامانة إليهم) [٤] .