((سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: البِرُّ: حُسْنُ الْخُلُق، والإثمُ: مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهتَ أَن يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ))
[أخرجه مسلم والترمذي عن النواس بن سمعان]
البر: حسن الخلق, أما
الإثم فما حاك في صدرك, هذه الفطرة السليمة, الإنسان يعلم علم اليقين ما إذا كان على حق, أو على باطل:
﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ* وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾
[سورة القيامة الآية:14-15]
فالشيء الذي تكره أن يطلع الناس عليه هذا هو الشيء غير الصحيح, هذا هو
الإثم بعينه, فالنفوس جبلت جبلة راقية, فما دامت على حق لا تستحي بحالها, ما دامت على باطل تستحي به, إذاً النفس بصيرة, ولو نمينا بالإنسان الفطرة العالية لحلت كل مشكلاتنا.
كل إنسان يبحث عن راحته, وعن سلامته, راحته في طاعة الله, والدليل: الطاعة مريحة للإنسان؛ الصادق مستريح, الصادق أمين, الصادق متوازن, أما الإنسان إذا خرج عن فطرته, فالاضطراب يبدأ, والكآبة تبدأ, فالكآبة هي عذاب الفطرة لصاحبها.
صاحب الدين إنسان كامل ينبع كماله من اتصاله بالله عز وجل :
((لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً, ولا متفحشاً, وكان يقول: إن من خياركم: أحسنكم أخلاقاً))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص]
غير مقبول أبداً أن تفصل بين الخلق والدين, فلان صاحب دين لكن قلبه قاس, معنى ذلك أن إيمانه ضعيف جداً, فلان صاحب دين لكنه يحب حاله, لا يصح ذلك, صاحب الدين إنسان كامل, كماله بسبب اتصاله بالله عز وجل.