تبدأ التحضيرات لشهر رمضان قبل أسابيع من حلوله، فهو الضيف العزيز على قلب كل مسلم، فتكثر تلاوة القرآن في المساجد وتشتري النساء أواني جديدة وتزيَّن الشوارع بالمصابيح والألوان، وفي مصر يشتري الاطفال الفانوس قبل بضعة ايام من الشهر الفضيل.
تعددت القصص عن اصل الفانوس، منها ما يقول إن المصريين قد خرجوا ليلاً لاستقبال المعز لدين الله الفاطمي وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة لإضاءة الطريق، وهكذا بقيت الفوانيس تضيء الشوارع حتى آخر شهر رمضان لتصبح عادة، وتحول الفانوس رمزاً للفرحة.
وفي رواية أخرى أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق.كان كل طفل يحمل فانوسه ويؤدي الأطفال معاً بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.
وتروي قصة ثالثة أنه خلال العصر الفاطمي، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال إلى وجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا. وهكذا كانت النساء يستمتعن بالخروج وفي نفس الوقت لا يراهن الرجال. وبعد أن أصبح للسيدات حرية الخروج في أي وقت، ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس حيث يحمل الأطفال الفوانيس ويمشون في الشوارع ويغنون.
وهناك قصة أخرى تقول إن الفانوس تقليد قبطي مرتبط بوقت الكريسماس حيث كان الناس يستخدمونه ويستخدمون الشموع الملوّنة في الاحتفال.
الفانوس المصري اصبح اليوم جزءاً مهماً من تقاليد شهر رمضان في أغلب الدول العربية ولاسيما في دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها.
الناس في المملكة يعتمدون على ما تبثه وسائل الإعلام بخصوص إثبات شهر رمضان، ومع ثبوت هلال رمضان تعمّ الفرحة قلوب الجميع في المملكة، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة، مثل قول: "الشهر عليكم مبارك"، "كل عام وأنتم بخير"، "أسأل الله أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه"، و"رمضان مبارك" . عادة أهل المملكة عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمّونه "فكوك الريق" وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة. بعد صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدّرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي، أو زيت الزيتون، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يقدَّم عليه شيء.
ومن الأكلات الشائعة التي تضمّها مائدة الإفطار إلى جانب طبق الفول، "السمبوسك" وهي عبارة عن عجين محشوّ باللحم المفروم، و"الشوربة" وخبز "التيمس" وغير ذلك من الأكلات التي اشتهر أهل المملكة بصنعها في هذا الشهر الكريم. وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد البيت – وخصوصاً عندما يكون في البيت ضيوف – بمبخرة على الحاضرين.
وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بأن يعيّن إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بكبير العائلة.
وبعد ذلك يتجه الجميع - رجالاً ونساءً - لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد. ويعقب الصلاة في كثير من المساجد درس ديني يلقيه إمام المسجد، أو يُدعى إليه بعض أهل العلم في المملكة.
والناس هناك يجتمعون عادة كل ليلة في أحد البيوت، يتسامرون لبعض الوقت ثم ينصرفون للنوم، وينهضون عند موعد السحر لتناول طعام السحور، الذي يتميّز بوجود "الخبز البلدي"، "السمن العربي"، "اللبن"، "الأرز والدجاج" وغيرها من الأكلات الشعبية.
في النصف الثاني من رمضان يلبس كثير من السعوديين ثياب الإحرام لأداء العمرة، أما في العشر الأواخر منه فإن البعض منهم يشد رحاله للاعتكاف في الحرم النبوي أو المكي .
وقد انتشرت في المملكة بكثرة عادة طيبة، وهي إقامة موائد إفطار خاصة بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية المقيمة في المملكة، وتقام تلك الموائد بالقرب من المساجد، أو في الأماكن التي يكثر فيها وجود تلك العمالة، كالمناطق الصناعية ونحوها . ومن العادات المباركة في المملكة أيضاً توزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور للذين أدركهم أذان المغرب وهم بعدُ في الطريق إلى بيوتهم. جدة – إسراء عماد
لشهر رمضان في المملكة العربية السعودية جو روحاني، وطابع مميز يختلف عن أي مكان آخر حول العالم، حيث يستقبله السعوديون بفرحة كبيرة تعم الجميع من أكبر أفراد العائلة إلى أصغرها. ويحتفظ المجتمع السعودي خلال شهر رمضان بعاداته وتقاليده، فلا تتغير تلك العادات أو تندثر مع مرور الزمن.
نقدم لكن نبذة عن تلك العادات والتقاليد التي يتسم بها رمضان في المملكة العربية السعودية بدءاً من إستقباله إلى توديعه:
الشعبنة
يبدأ الاستعداد لرمضان في أواخر شهر شعبان الذي يسبق رمضان حيث يخصص يوم للاحتفال بقدوم رمضان يطلقون عليه إسم "شعبانيه" أو "شعبنه"، ليجتمع فيه الأهل والأصدقاء والجيران ويتم تقديم جميع الأكلات الشعبية والحلويات، وتمتلئ الشوارع والأسواق بلافتات ولوحات الترحيب برمضان، ويقبل الجميع على شراء أصناف الأطعمة الرمضانية استعداداً للشهر.
إستقبال رمضان
بالرغم من تطور علم الفلك، وسهولة رصد أيام الشهور الهجرية، إلّا أن المجتمع السعودي مازال يفضل الطريقة التقليدية لمعرفة بدء شهر رمضان، وهي تلك الطريقة التشويقية التي تعتمد على رصد الهلال، فيترقب الجميع في آخر أيام شهر شعبان خبر التأكد من ظهور الهلال للتأكيد على حلول شهر رمضان، ليبدأ الناس بالتهاني لبعضهم البعض بقول "رمضان مبارك" و"كل عام وأنتم بخير" وغيرها من عبارات الترحيب بشهر رمضان، وهناك بعض مناطق المملكة تستقبل رمضان بطرق غريبة مثل منطقة عسير التي يستقبل أهلها شهر رمضان بإشعال النيران الكثيفة في أسطح منازلهم وجبالهم تعبيراً عن هذه المناسبة الدينية.
العادات اليومية
عادة أهل المملكة العربية السعودية عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويطلقون عليه "فك الريق" أو "فكوك الريق" كما يطلق عليه أهل المنطقة الشرقية ثم يبدأون في تناول وجبة الإفطار التي تكون عادةً عبارة عن شوربة وسمبوسك وبف، وأصناف خفيفة مثل المعجنات إضافة إلى والعصائر الرمضانية. وبعد الانتهاء يحتسون الشاي الأحمر مع الحلويات الرمضانية أثناء مشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية التي تصاحب موعد الإفطار، ويتم تبخير المنزل، وتذهب بعض العائلات لأداء صلاة التراويح سوياً، ثم تبدأ النساء في التحضير لوجبة السحور وهي الوجبة الأساسية، التي تشمل الكبسة باللحم أو الدجاج كطبق رئيسي وكذلك الصيادية والتي تتكون من السمك، والأطباق الأخرى الشعبية التي تميز كل منطقة من مناطق المملكة.
زيارات الأهل والأقارب
ومن أهم العادات الرمضانية في المملكة هي زيارات العائلات والجيران بعد صلاة العشاء، وهناك تقاليد لدى بعض العائلات أن يتم تخصيص إفطار كل يوم من أيام رمضان في منزل أحد أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بمنزل أكبر أفرادها، ويقوم البعض بتوزيع عينات من طعام الإفطار على الجيران، فيتبادل الجميع الأكلات في ما بينهم، هذا وتتغير أوقات العمل والدوام الرسمي في المملكة، فتقل عدد ساعات العمل ساعة أو ساعتين.
عمل الخير
هذا ويكثر عمل الخير في رمضان، من إقامة موائد إفطار بالقرب من المساجد، وتوزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور، وبعد اليوم السابع والعشرين من رمضان يبدأ الأهالي بتوزيع زكاة الفطر، وصدقاتهم على الفقراء ويستمرون في ذلك حتى قبيل صلاة العيد، ما يجعل شهر رمضان يتميز في المملكة بالألفة والعطاء والعطف على الفقراء.
تعد هذه العادات هي السائدة والمشتركة بين مختلف أهالي المملكة، بينما لكل منطقة عاداتها الخاصة التي تميزها
hguh]hj hgvlqhkdm td hgllg;m hguvfdm hgsu,]dm hgvlqhkdm hgsu,]dm hguh]hj